دير القديس بولس السياحي في «كوكب».. حوافز سياحية بامتياز!!
خلافاً لكل القوانين التي تمنع وجود مزارع لتربية الحيوان في المناطق السياحية، أقيمت مزرعة لتربية الدواجن بمحاذاة دير القديس بولس في تل كوكب بمنطقة داريا، هذه المزرعة بنيت بقطاع مشترك تحت اسم الشركة الليبية السورية، ولكن تستثمرها الآن شركة إبدال الشام، وتصدر عنها روائح واخزة تكاد تجعل من الدير مكاناً مهجوراً بعد أن كان من أهم المناطق السياحية لما له من أهمية كبيرة، وكان يستقطب الوفود من مختلف أصقاع الأرض.
المزرعة لا تبتعد عن الدير أكثر من 50 متراً، وبسبب الشكاوى الكثيرة صدر قرار من محافظ ريف دمشق برقم 1321/أ.ج بتاريخ 9/3/2010 يقضي بإيقاف العمل بالمدجنة بعد انتهاء الفوج الحاضر من الدجاج البياض، وعدم السماح للمستثمر بإعادة فتحها مرة أخرى وإحالته إلى القضاء عملاً بأحكام القانون رقم50 لعام 2002، لكن المدجنة مازالت مفتوحة وقد يكون هناك فوج جديد من الدجاج لأن عمر تربية الفوج لا يزيد عن 45 يوماً في أقصى حدوده.
دخلنا الدير فلم نستطع الوقوف أكثر من خمس دقائق في باحته الخارجية من شدة الرائحة الواخزة وكثرة الذباب والبعوض أيضاً. وكثير من السياح قطعوا زيارتهم وغادروا. أحد السائحين العرب قال: «دير مار بولس من أهم المناطق السياحية في سورية والوطن العربي، لما له من أهمية دينية وتاريخية لذلك يجب إيجاد حل لتلك الروائح التي تنفر الزوار».
الحارس المقيم في الدير قال: «نحن نعاني كثيراً من الروائح والحشرات، جراء وجود المدجنة بقرب الدير وكثير من السياح يخافون الإصابة بالأمراض التنفسية أو الحساسية نتيجة الروائح والحشرات».
أكد الأب "متى" تراجع السياح إلى الدير بسبب وجود تلك المدجنة فقال: «كان يأتينا أكثر من خمسة عشر وفداً في الشهر وسطياً وبعد افتتاح المدجنة قل عددهم خمسين بالمائة فالوفود التي تأتي حالياً لا تكمل برنامج الزيارة لشدة الرائحة وكثرة الحشرات».
هناك مراسلات حول الموضوع بين مدير البيئة في محافظة ريف دمشق ومحافظ ريف دمشق ورئيس بلدية عرطوز ووزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة كوكب داية، فالقرار رقم 1321/أ.ج بتاريخ 9/3/2010 موجَّه إلى رئيس بلدية عرطوز من محافظ ريف دمشق يطالبه بإغلاق المدجنة بعد انتهاء الفوج وتحويل شركة إبدال الشام إلى القضاء، وجاء هذا القرار إثر كتاب من وزيرة الدولة لشؤون البيئة إلى محافظ ريف دمشق يحمل الرقم 1010/ع/ت/ث بتاريخ 22/2/2010، يطلب من المحافظ إغلاقها بسبب مخالفتها لشروط البيئة المذكورة في الكتاب عملاً بأحكام قانون حماية البيئة رقم50 لعام 2002. ولكن المدجنة مازالت تعمل وتصدر تلك الروائح، لماذا؟!
ضمن سياق الحلول غير المقبولة اقترح المدير المالي لشركة إبدال الشام أن تنفذ الشركة مجففاً للزَرق (فضلات الدجاج) للتقليل من الرائحة، ورش المبيدات للتخلص من الحشرات، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن المجفف المزعوم لن ينهي الروائح بشكل كلي، واقتراح رش المبيدات في معلم سياحي أمر غير حضاري.
رئيس بلدية عرطوز قال: «تابعنا المشكلة منذ بدايتها، وكان هناك الكثير من الكتب لإغلاق المدجنة، لكن في النهاية جاءنا كتاب من وزارة البيئة رقم4611/و بتاريخ14/4/2010 يتضمن أٌن مديرية البيئة في داريا سوف تقوم بمراقبة الشروط البيئية في المدجنة».
لماذا التأجيل والتسويف؟ ومراعاة لمصلحة من؟ يجب إغلاق المدجنة ونقلها إلى مكان مدروس يطابق الشروط البيئية، وبعيداً عن المناطق السياحية وأماكن السكن.
■ قطنا ـ جوني الياس