عطشٌ على عطشٍ!؟
لا يكفي أهالي مدينة البوكمال والقرى التابعة لها، التهميش والاهمال والمعاناة الاقتصادية التي يعانونها، وإنما تزداد أمورهم سوءاً بسبب تدني الواقع الخدمي، وأهم معاناة حالية لأهالي البوكمال هي العطش رغم أن المدينة وقراها تتكئ على نهر الفرات، لكن الوهن والتلوث اللذين أصابا النهر فاقم الأمور وزادها عطشاً على عطش، ومما يثير الغضب أن عشرات إذا لم نقل مئات الملايين صرفت على تحديث شبكة الري ومحطتها الجديدة ضاعت هدراً ونهباً بسبب الفساد، حيث مضى على إقامة المحطة نحو عشرين عاماً، وافتتحت عدة مرات في مناسباتٍ رسمية ولم تشتغل بسبب عيوب فنية وسوء التنفيذ كاختلاف المستوى بين أحواض الترقيد وأحواض السحب ومشكلة تصريف البقايا المرتدة في وادي علي أم إعادتها إلى النهر وغيرها، كتصدع البناء وتحوله إلى أطلال عفا عليها الزمن نتيجة سوء تنفيذه والاهمال والعجاج ويضاف إلى ذلك اهتراء الآلات وصدئها، أما اهتراء الشبكة واختلاطها بالصرف الصحي فلا يقل ماساويةً عن المحطة، حيث يضطر الأهالي إلى تركيب محركات ولا تأتيهم المياه إلاّ فجراً مما يدفعهم لشراء ماء الخزان المنزلي بخمسمائة ليرة وخاصةً في الأطراف حيث يسكن الفقراء والمهمشون بينما تصل المياه إلى أصحاب الفلل والمزارع الخاصة والمنشآت الخاصة بغزارة ويروون حتى مزروعاتهم منها..!!
ورغم الشكاوى المتعددة لكل الجهات المسؤولة في المدينة والمحافظة، إلاّ أننا لم نجد آذاناً صاغية، ولم تجرٍ أيّ مساءلةٍ أو محاسبةٍ لأحد، وقد التقت قاسيون بعدد من المواطنين الذين بثوا لها شكواهم ومعاناتهم التي ستزداد وتتفاقم في الصيف.
نعتقد أنّ الحلول ممكنةٌ وسهلةٌ، ولا تحتاج إلى سحر وشعوذة كحلّ تيس البوكمال، أولها محاسبة الفاسدين والمقصرين والعمل على إعادة تأهيل محطة التصفية وشبكة الري، وشبكة الصرف الصحي وخاصةً أن منطقة البوكمال كآخر نقطة حدودية هي مركز لتلوث البيئة سواء النهر، أو الهواء من نتاج الآبار النفطية مما جعلها بؤرة لكثير من الأوبئة ومنها التهاب الكبد الوبائي الذي يعاني منه أغلب السكان، مما ينعكس على حياتهم وكل نشاطاتهم وعملهم.
ونحن بدورنا نتضامن مع أهالي منطقة البوكمال، ونؤكد أن إرواءهم حقٌ لهم وليس مٍنّةً، ونطالب بمحاسبة المسؤولين وتقديم حلول جدية لمعالجة المشكلات العالقة..
■ حميد عطاالله