كل الشكاوى لم تلقَ آذاناً صاغية خطر أبراج تقوية الاتصالات الخليوية مازال ينتشر
رغم كل التحذيرات، ورغم الندوات التي تتحدث عن مخاطر الأشعة الكهرومغناطيسية التي تطلقها أبراج تقوية الاتصالات الخليوية على الصحة العامة، وخطورة الأمراض التي قد تسببها مع الزمن، لم تنفع الشكاوى المرفوعة من المواطنين لإزالتها من المناطق المأهولة، بل نرى أبراجاً جديدة تُنصَب باستمرار، وذلك يتم باستغلال الضائقة المادية لدى أحد المواطنين، وإغرائه بمبالغ مالية فيسمح لهم باستخدام عقاره لنصب البرج مضحياً بصحته وصحة جيرانه، متجاهلاً ما قد يصيبه من أمراض مستقبلاً.
وقد تقدم بعض أهالي مدينة داعل في محافظة درعا بشكوى إلى المحامي العام بدرعا يشكون فيها نصب برج جديد فوق أحد المباني السكنية، مطالبين بإزالته، وهذا نص الشكوى: «إلى السيد المحامي العام بدرعا المكرم: نحن الموقعين أدناه القاطنين في حي الشهداء شارع النهضة في مدينة داعل، نعرض إليكم موضوع تركيب برج لشركة MTN للاتصالات الخلوية، ونتقدم بشكوانا هذه راجين منكم إرسال لجنة لمعالجة الموضوع على الواقع، حيث تفاجأنا بتركيب برج في بناية المواطن (ي.م.ح.) الواقعة على طريق طفس وبجوار كل من الموقِّعين أدناه، مع العلم أن هذا يضر بالصحة العامة بالنسبة لنا، حيث يسبب لنا أمراضاً مختلفة وخطيرة، وفقاً لعدة مؤتمرات ومقالات لمختصين في هذا المجال. وللعلم أيضاً نذكركم بأن هذا الأمر حدث دون موافقة الجيران.
ونرفق مع طلبنا هذا صوراً تؤكد صحة ما ذكرناه. راجين من سيادتكم إزاحة وإيقاف هذا الكابوس من الحي، ومن فوق الراقدين تحته بأمتار قليلة ولمدة /24/ ساعة في اليوم».
كما أرسل أهالي الحي كتاباً إلى محافظ درعا يلتمسون فيه إزالة هذا البرج، وجاء في الشكوى: «السيد محافظ درعا: نرفق موجزاً عن أحد المؤتمرات التي لم يحضرها السيد المهندس المسؤول عن الهواتف الخلوية في مؤسسة الاتصالات، وقد لا يكون جاهلاً عن أخطارها، علماً أن المؤتمر تم في أسبوع العلم الرابع والأربعين الذي هو مفخرة لسورية، وقد تحدث فيه الدكتور محمد أيمن شنشول رئيس قسم الفيزياء والكيمياء في أعلى صرح علمي في سورية، ألا وهي أكاديمية الأسد للعلوم العسكرية، عن أخطار الأشعة الكهرومغناطيسية وأبراج الخليوي، نلتمس من سيادتكم إزاحة هذا الكابوس من فوق الراقدين تحته بأمتار لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة».
وقد ذُيِّلت الشكوى بتواقيع لأكثر من خمسين مواطناً من أهالي الحي.
كما نلفت الانتباه إلى أن هناك برجاً آخر على الثانوية الصناعية المهنية بداعل، وهي منطقة مكتظة بالسكان والطلاب، وإن «قاسيون» إذ يهمها الحفاظ على صحة المواطنين وأمانهم تضم صوتها لأصحاب الشكوى مُطالِبة المعنيين بالأمر إبعاد هذا الخطر عن التجمعات السكنية والطلابية والمرافق الصحية، فالحفاظ على الصحة والسلامة العامة للمواطنين يجب أن تكون فوق كل اعتبار.