الفساد الإداري والإهمال في محطة بحوث الينبوع... إلى متى؟

عد الهيئة العامة للبحوث الزراعية العلمية بدمشق وفروعها في المحافظات من أهم الهيئات الحكومية المدعومة من الدولة، حيث تهدف إلى تأمين أفضل الطرق العلمية في الزراعة، اعتماداً على نتائج الأبحاث التي تجري في الهيئة وفروعها، وتعتمد نتائج الهيئة على دقة الأرقام المرفوعة من المراكز والمحطات، وعلى مصداقية رؤساء المراكز والمحطات.

فماذا يحدث في محطة الينبوع التابعة لمركز البحوث العلمية الزراعية بالقامشلي؟ وما سبب تراجع دورها البحثي والإنتاجي؟ هل هو الظروف المناخية أم فساد الإدارة وإهمالها؟

في موسم 2009 تم زراعة مساحة 30 / هـ بيقية حبية، ومن المشاكل المعتادة في هذه الزراعة الأعشاب عريضة الأوراق، حيث تم استصدار موافقة برشها بالمبيدات بطلب من رئيس المحطة، لكن الأعشاب تكاثرت بشكل أكبر من السابق، فهل تم رشها بمبيدات كيميائية؟ أم تم استبدال المبيدات بعبوات مملوءة بمواد أخرى؟ ثم أهملت هذه الأعشاب حتى حان موعد الحصاد، فأعطت إنتاجية أقل من 3 كيس/هـ، وعندما تمت غربلتها في مركز القامشلي كانت الإنتاجية 2 كيس/هـ، علماً أن إنتاجية الأراضي المجاورة كانت 10 كيس/هـ، وتم رفع تبرير هذا بأن الرياح الصيفية سببت تناثر أكوام البيقية، وتم التغاضي عن الأسباب الحقيقية، وأغلق الموضوع ومنعت المحطة من زراعة البيقية الحبية. فأين مسؤولية الإدارة؟

كما تمت زراعة مساحة 36 هكتار قمح مروي، وأعطيت سجلات /5 كيس/هـ/،  حيث تبين السجلات أن جميع الشروط المثالية للزراعة من فلاحة وتنعيم وري وتسميد تم إجراؤها، وعند الحصاد كانت الإنتاجية 32 كيس/هـ، علماً أن إنتاجية الأراضي المجاورة للمحطة، وهي أراض بعلية، كانت 40 كيس/هـ. كما كانت إنتاجية الأرض الخاصة برئيس المحطة بلغت  62 كيس/هـ!!

فلماذا هذا التفاوت في الإنتاجية، ومن المسؤول عن ضعف الإنتاجية؟!  

وفي موسم 2009 طلب من المحطة زراعة مساحة /20/ هكتار ذرة صفراء بالأصناف (باسل 1- غوطة- اليوناني) ورفعت الثبوتيات الرسمية للهيئة بأنها 200/هـ، علماً أنه تمت زراعة مساحة /35/ هكتار بإيعاز من رئيس المحطة، بعد أن تمت مساءلته عن ضعف الإنتاجيات في محصولي القمح والبيقية ليرفع عن نفسه اللوم والإهمال المتكرر، وعند الحصاد كانت الإنتاجية 83 طناً، أي 2 طن/هـ، وهي إنتاجية وهمية. كما تم استصدار موافقة لعمال السقاية أثناء عطلة عيد الفطر (وهي تسعة أيام)، وتم صرف المبلغ المطلوب مع أنه لم تتم عمليات سقاية في الفترة المذكورة.

فأين تذهب هذه المبالغ المصروفة؟ ومن المستفيد من التلاعب بالإنتاجيات وزراعة مساحات مخالفة للخطط الموضوعة، وتكليف ميزانية الهيئة مبالغ ضخمة، كان الأولى بها أن توجه إلى الأبحاث الأساسية للهيئة؟!