في مجلس مدينة موحسن.. واقع صعب، ومعاناة، ومطالب
لا شكّ أنّ مجالس الإدارة المحلية في المدن والبلدات والقرى، لو فُعّلت وقُدّمت لها الإمكانات لحققت كثيراً من الإنجازات، ولطورت البنى التحتية، أو على الأقل وضعت أسساً صحيحة لها، وخففت من معاناة المواطنين. لكنها كغيرها من مفاصل المجتمع والدولة، تغلغل فيها الفساد والنهب، ولعبت فيها الأهواء كالعشائرية والمحسوبيات والعائلية، والتعامل معها كمنصب للهيمنة، وليس كمهمة لخدمة المواطنين والوطن، وكل ذلك حوّل أغلبها إلى شكلٍ دون مضمون. لكن عندما يتوفر الوعي والإرادة، يمكن أن يخفف من سلبيات ذلك .
ففي مجلس مدينة موحسن ذات الإرث التاريخي الوطني، والإرث الطبقي في محاربة الإقطاع، حَفِل جدول اجتماع مجلسها الأخير بمناقشة جدّية للواقع القائم ومعاناة المواطنين ومطالبهم.. ومن أهم ما تم بحثه :
- مناقشة ما يترتب على تنفيذ المرسوم رقم 59 المتعلق بمخالفات البناء، ووضع توجهٍ لإيجاد آلية وتعاون مع المواطنين بحيث لا تحدث أخطاء. (وهنا بدورنا في قاسيون نطالب بتخفيف القيود والتعقيدات ورسوم الترخيص ومخططات البناء المرتفعة التي لا تتناسب مع إمكانات المواطنين، وإتاحة الفرصة لهم لبناء مساكن تأويهم مع أطفالهم وأسرهم فهي التي تدفعهم للمخالفة، وتساهم في انتشار الفساد وتشجع عليه).
- مناقشة وضع العقار رقم 1 موقع البطين من أملاك الدولة الذي اختفى من الخارطة الطبوغرافية بفعل فاعلين وتحول إلى أملاك خاصة لذوي العلاقة وبعض من حولهم، لإعادته وتحديده ونقله إلى مجلس المدينة للاستفادة منه في الصالح العام، ومحاسبة المسؤولين عن إخفائه .
- واقع مياه الشرب السيئ وندرتها وتلوثها وخاصة في حيي البوسيد، والبوسويد، وأنّ أسباب ذلك عديدة منها القطر الضعيف المغذي للخزانات 2،5 انش، ووجود خط تجسير منه مأخوذ لحي البحوري، وإهمال بعض العناصر الفنية في محطة التنقية واستهتارهم وعدم محاسبتهم، وعدم لحظ التوسع العمراني والسكاني أثناء التخطيط والتنفيذ. إن تلوث المياه متعلق بكمية الكلور المضطربة فإما تكون زائدة أو غير مناسبة، وعدم تعزيل الخزانات.. وقد طالب الأعضاء بحلّ ذلك بتغيير الشبكة وإقامة خزان آخر لتخديم حيي البوحوري والبودرباس بدل التجسير، وعدم تحميل المواطنين مسؤولية ذلك كما يفعل المسؤولون في ردودهم لتبرير أخطائهم. وننوه هنا أنّ التنفيذ للتوسعة الحالية سيىء حيث ردمت الأنابيب وفيها تسرب من عدة أماكن كما ذكر المواطنون المتابعون، ونتساءل: أين جهاز الإشراف من ذلك؟ ولماذا لم يًحاسبوا هم والمتعهد على السواء؟؟ كما أكد الأعضاء على تنفيذ العقوبة بحقّ المتعهد للجزيرة الوسطية في موقع معمل السجاد لسوء التنفيذ .
كما رفع المجلس مطالب عديدة من أهمها:
- إصدار الملاك العددي للعاملين بالمجلس وزيادته، وإحداث مكتب فني، ووحدة إطفاء، ودعمه بالمعدات الفنية والهندسية، وتوفير الدعم المالي لاستكمال تنفيذ مشاريع الصرف الصحي والطرق.
- إقامة مشفى وإحداث مصرف زراعي مستودعٍ لمؤسسة العمران دائرة للسجل العقاري ومحكمة صلح. وننوه لحاجة المدينة وكثرة سكانها كما يخدم ذلك القرى والبلدات المجاورة كون موحسن مركز الناحية .
- توسعة مدخل المدينة بسبب كثرة الحوادث والضحايا نتيجة حجب ساقية الري المرتفعة للرؤية، وننوه أنه رغم المطالبات المستمرة إلاّ أنّ مديرية الصيانة في حوض الفرات تتجاهل ذلك وتقدم تبريرات غير فنية وكأن حياة المواطنين رخيصة، ولا يتابعها حتى المسؤولين..!؟
- إنشاء مكب ومطمر للقمامة.
إننا إذ ننوه بجدية المناقشات، نؤكد على أهمية الاستجابة لهذه المطالب التي هي حقّ ثابت لجميع المواطنين..
■ موحسن - مراسل قاسيون