برسم رئاسة مجلس الوزراء أوامر من فوق!!

يزداد في الآونة الأخيرة استخدام الجملة الشهيرة «الأوامر من فوق» لتمرير قرارات جائرة بحق الشرائح الشعبية الفقيرة، وهذا ما حدث مع باعة البسطات في مدينة الحسكة عندما حاول المستثمر المدعوم «من فوق» أن يفرض عليهم وعلى البلدية ما يريد، ومنذ أسبوع وبموجب «أوامر من فوق» أيضاً استطاع مستثمر آخر أن يُبعد نحو 80 ميكروباص من خدمة إحدى خطوط خدمة النقل الداخلي في مدينة القامشلي إلى خارجها ضارباً عرض الحائط مصالح عشرات الأسر وواردات البلدية، فالضرائب التي تفرض على أصحاب البسطات والميكرويّات هي أكثر بكثير من تلك التي تفرض على المستثمرين في «وطن العمال والفلاحين»..

وعلى كل حال إن حجة «أوامر من فوق» التي أتت على لسان بعض مسؤولي المحافظة لإسكات بعض أشكال الاحتجاج التي أبداها السائقون وباعة البسطات ولجعل تلك القرارات الجائرة أمراً واقعاً غير قابل للنقاش، وهذا ما أثار السخرية لدى الأوساط الشعبية والمهتمين بالشأن العام.

ونحن إذ نضع القضية برسم رئاسة مجلس الوزراء نذكّر الـ«فوق» بأن هذا المنطق في التعاطي مع الأمور وتمرير القرارات بهذه الطريقة يغيّب دور الدولة، ويضر بهيبتها، ويجعل الأمور أقرب إلى منطق العصابة منه إلى منطق الدولة في إدارة الأمور، فلا يحق لأي كان من ذوي النفوذ الإيعاز إلى السلطات المحلية بتمرير هذه القرارات.

ومن هنا فإننا ندعو الإخوة المتضررين ومعهم كل القوى الشريفة داخل جهاز الدولة عدم الإذعان لهذه الأوامر طالما إنها تخالف القانون ومصلحة المواطن والدولة معاً، وتزيد من الاحتقان الشعبي.