مجرد أحلام فلاحية يبددها صياح الديكة..
وجه فلاحو ريف طرطوس في يوم من الأيام، تحية إلى الحكومة «الرشيدة» التي أخذت على عاتقها حماية المنتج الوطني والمستهلك الوطني، ولم تكتف بذلك، بل اتجهت بأنظارها إلى حماية المزارع العربي إيماناً منها بالعمل العربي المشترك..
كما تكرم الفريق الاقتصادي على الفلاحين والمزارعين بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي عن طريق تصنيعها محلياً، أو استيرادها على نفقة القطاع العام دون الحاجة إلى احتكار القطاع الخاص والوقوع بين براثن بلطجية التجار.
ولم ينسَ فريقنا الاقتصادي مساعدة فلاحنا من الكوارث الطبيعية (أعاصير، صقيع، جفاف، فيضانات)، وقامت الحكومة وفريقها الاقتصادي المخضرم بتسويق هذا الإنتاج حرصاً على المستهلك والمنتج من استغلال السماسرة والتجار.
كان هذا مجرد حلم.. رآه الفلاحون في إحدى الليالي الكالحة، التي ما لبثت أن انتهت صباحاً عندما استيقظوا على معاناتهم اليومية في تأمين أبسط مستلزمات المعيشة.
لكن ما الذي يجري واقعياً؟ وما هي حال منتجي الخيرات؟ وكيف ينعكس «رشاد الحكومة» على الفلاحين والمزارعين السوريين؟
على سبيل المثال: لم يتخلّف سعر غرام واحد من بذار البندورة عن سعر غرام الذهب إلا بقليل..
كما أن سعر إنتاج كيلو غرام من البندورة لا يتجاوز /11/ ليرة سورية، طبعاً دون حساب أجر العامل والتكاليف الكبيرة الأخرى.
وبما أن فريقنا الاقتصادي له نظرة قومية، لم يكتف بدعم المنتج السوري، بل ساعد المنتج العربي عن طريق استيراد إنتاجه إلى أسواقنا المحلية، فـ(حماية المنتج السوري) يجب ألا تغرقنا في أفكار قطرية وإقليمية..؟
فإلى متى ستستمر هذه المأساة القائمة؟ ومتى ستتحول أحلام الفلاحين البسيطة إلى حقيقة؟ ومتى سينظر هذا الفريق الاقتصادي «السوري» إلى تطلعات وآمال المنتجين ويحاول التعامل معها بصفتها واجبات عليه تحقيقها؟..
المجموعة الشبابية في يحمور