محمد سلوم محمد سلوم

متى ينتهي مسلسل انهيار أسقف البيوت فوق ساكنيها في طرطوس القديمة؟

بازدياد قدم البيوت بفعل الزمن وقرار الآثار بمنع بلدية طرطوس أو الأهالي من القيام أعمال الصيانة والترميم, وبفعل عوامل الطبيعة والإهمال وتسرب المياه من الجدران والأسقف والنشاط البشري المخل بهذه الأبنية, ازدادت وتسارعت حوادث انهيارات الأسقف والجدران في مدينة طرطوس القديمة فوق رؤوس ساكنيها..

في الحوادث السابقة كان بين تحول مأساة انهيار السقف إلى كارثة عائلية قيد شعرة في بيوت متعددة، والجميع يعرفها بالأسماء, لكن هذه المرة انهارت قطع أسمنتية كبيرة من سقف المواطن ياسر إسماعيل فوق رؤوس زوجته وابنتيه في غرفة نومهمن، وأدت لإصابات بليغة في الرأس نقلوا على إثرها إلى المستشفى.

يتحدث المواطن ياسر بأسى وحزن عن الرعب الذي يعيشه يومياً، وعما أصاب بيته وعائلته، ويشعر بالمرارة وخيبة الأمل من الجهات المسؤولة لعدم حل مشكلته ومساعدته. وما أصاب ياسر اليوم بفصل من فصول الرعب من الانهيار, أصاب بعض جيرانه سابقاً، والجميع ينتظر دوره يومياً بفصل من هذا المسلسل المرعب  في فصل الشتاء، وخاصة أثناء الصواعق.

صنف المكتب الفني في مديرية آثار طرطوس ولجنة من مجلس المدينة في كتب متعددة ولجان فحص وكشف كثيرة وسابقة، الأبنية الخطرة، وفرّق بينها وبين الأبنية الأكثر خطورة, وعولجت المسألة بأسلوب عليه الكثير من إشارات الاستفهام, والحقيقة أن المشكلة أكبر بكثير من أن تصنف هكذا أو تحدد ببيوت دون سواها, أو تمنع أعمال الصيانة والترميم دون بدائل, فالبيوت إن لم تكن جميعها، فمعظمها آيل للسقوط, لأن الجدران متشققة ومتهالكة وتتسرب منها المياه، ولا يعرف مصدر التسرب من المياه المخزنة في باطن الجدران أم تسرب من أنابيب الصرف الصحي بين البيوت, ومعظم الأطفال في هذه البيوت مصابون بأمراض صدرية وخاصة الربو, ومعظم ساكنيها من الفقراء اللذين يعتمدون على عملهم اليومي أو السفر بالبحر, ورغم قلة الشغل في كلا الحالتين، فما يجنيه الآباء على قلته يذهب لمعالجة أولادهم, والأخطر من ذلك الأسلاك والقواطع الكهربائية على الجدران فهي في العراء وتحت المطر ودون عوازل...

فيا أصحاب القرار وبعض أصحاب النعم الحديثة في المحافظة, هل شعرتم يوماً بالخوف على أولادكم وارتعبتم من اهتزاز سقوف بيوتكم  طوال فترة الشتاء مع احتمال انهيارها بأية لحظة فوق رؤوسكم؟ بالتأكيد لا, لكنني أقول إن الوضع أخطر مما تتصورونه, وتجب معالجته بسرعة.