أهالي حلب يستغيثون: نحن من ندفع ثـمن فاتورة المراهنين على الحل العسكري
تحولت مدينة حلب الصناعية والتجارية في ظل الأزمة الحالية وتداعياتها إلى مدينة منكوبة كغيرها من المدن السورية في المحافظات الأخرى، تعيش الآن كارثة حقيقية بكل أبعادها الإنسانية من إزهاق للأرواح واشتداد حالة العنفالدامي وحالات النزوح والتهجير والتشرد الدائم والتدمير والتخريب المقصود للمعامل والمصانع والمنشآت الصناعية ونهب للمستودعات والمخازن العامة والخاصة.
وانعكست هذه الكارثة بشكل مباشر على الحياة المعيشية للأهالي بكل تفاصيلها اليومية، كما أدت إلى تعميق المأساة الإنسانية في ظل انعدام أسباب الاستقرار والأمان.
وفي ظل هذه الكارثة، أهل حلب من يدفعون ثمن فاتورة الصراع المسلح الجاري بين أطراف الحل الأمني العسكري (المتشددين في النظام والمعارضة) الرافضين للحل السياسي، وهو ما انعكس مؤخراً بشكل ملحوظ بارتفاع منسوبالرفض والاحتجاج لدى أهالي حلب على الصراع المسلح واستيائهم الشديد من ممارسات المسلحين واللجان الشعبية من إهانة لكرامة المواطنين على الحواجز إلى عمليات الابتزاز والنهب والسلب لأملاك المواطنين، وصولاً إلىاحتجاجهم على تقاعس الحكومة الحالية في أداء مهامها تجاههم، التي وعدتهم في آخر زيارة قامت بها إلى حلب بتقديم حلول إٍسعافية سريعة لأهالي حلب، وإلى هذه اللحظة لم يروا من وعود الحكومة شيئاً.
أهالي حلب يدفعون ثمن فاتورة من يراهن على الحل الأمني والعسكري، تهجيراً من منازلهم وتشرداً وفقدان أبنائهم قتلاً وجوعاً وبرداً وتدميراً لأملاكهم الخاصة والعامة، يدفعون ثمن الفاتورة بشكل يومي في ظل استمرار الكارثةالإنسانية بانعدام المقومات الأساسية للحياة:
ــ شبه انعدام للمواد الأساسية للمعيشة من (خبز ـ غاز ـ مازوت ـ كهرباء ـ ماء ـ نقل) أدت بالأسعار إلى حالة جنونية وحالة صعود دائم، حيث وصل سعر ربطة الخبز إلى 250 ل.س في بعض الأحياء، وسعر ليتر المازوت إلى 200ل.س، والبنزين إلى 300 ل.س واسطوانة الغاز إلى 5000 ل.س.
ــ بسبب عدم تأمين مادة المازوت بشكل كاف والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لأيام، قام أهالي حلب في الكثير من المناطق بقطع عدد كبير من الأشجار المزروعة على أطراف الطرقات والحدائق.
ــ تهجير الأهالي من منازلهم في الأحياء التي احتلها المسلحون.
ــ ازدياد معدلات البطالة مؤخراً بشكل مخيف بسبب ضرب وتخريب المعامل وحرق الأسواق.
ــ قطع الطرق بين المدينة والريف، وأيضاً بين أحياء المدينة، وأغلبها مغلقة ومليئة بحواجز المسلحين واللجان الشعبية.
ــ ازدياد ظاهرة السرقات وأعمال النهب والسلب وتدمير الممتلكات.
ــ وضع المدارس والتعليم في حلب كارثي، وفقاً لشهادة الأهالي ( توجد فقط 40 شعبة دراسية بكل مدينة حلب ــ 1500 طالب فقط من المداومين دراسياً)!!
ــ ممارسات المسلحين واللجان الشعبية على الحواجز بحق المواطنين تتراوح بين ( الضرب وإهانة كرامة المواطنين بتوجيه كل أنواع الشتم والاتهامات وابتزازهم بدفع مبلغ معين من النقود أو التوقيف على الحاجز).
أهالي حلب استبشروا خيراً من زيارة وفد الحكومة مؤخراً لحلب ومن وعودهم المعسولة، وتوقعوا حلولاً اسعافية سريعة على قدر الكارثة الإنسانية التي حلت بهم. فهل من مجيب ؟