مجلس الشعب في جلسته الأولى من الدورة العادية الثانية..ماهر حجار: كيف يمكن كسر الحلقة المفرغة؟
عقد مجلس الشعب دورته العادية الثانية بتاريخ 2/10/2012. وقد خصص جلسته الأولى لمناقشة جدول أعماله الذي تضمن مناقشة عمل الحكومة في الفترة المنصرمة ومناقشة اقتراح مكتب المجلس بإحداث لجنة في مجلس الشعب تسمى «لجنة المصالحة الوطنية».
وكان الرفيق ماهر حجار أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو المجلس قد ألقى كلمة باسم كتلة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في اليوم الثالث من الجلسة بتاريخ 4/10/2012 قال فيها:
السيد رئيس مجلس الشعب الموقر
السادة الأعضاء
رغم أهمية ما احتواه البيان الذي تقدم به رئيس الحكومة أول أمس من بعض النقاط الهامة، إلا أنني لا أجد مفراً من توصيف ما تقدم به من أن الحكومة ما زالت تدور في الحلقة المفرغة.
فقد تخلل حديثه كله الثنائية التالية: (هم يقومون بالتخريب ونحن نقوم بالإصلاح ثم يخربون ثم نصلح.... وهكذا إلى ما شاء الله).
السيد الرئيس
أليست هذه حلقة مفرغة؟؟ ألا يدعونا ذلك إلى سؤال الحكومة كيف يمكننا كسر هذه الحلقة المفرغة والخروج منها؟ ألا يعني ذلك أن المطلوب هو الخروج الآمن من الأزمة التي تعصف بوطننا؟؟ وبالتالي فإن عمل جميع الوزارات يجب أن يصب الماء في طاحونة هذا الخروج؟؟
هذا ما لم نجده في حديث رئيس الحكومة. ولا ينتقص كلامنا من جهود رئيس الحكومة وبعض الوزراء الحثيثة في معالجة القضايا اليومية الماثلة أمامهم.
بالأمس تقدم وزراء الزراعة والنفط والكهرباء بكلام ما .. لا أعرف ماذا أسميه؟؟ يمكن بالإنصاف الشديد تسميته محاولة لفتح شهية الحديث. وسأتوقف كنموذج عند حديث وزير الزراعة.
ملخص حديثه: الوضع صعب ... لدينا مشاكل ... ليس لدينا خطة أو رؤية ... نعتمد في خطتنا الزراعية للموسم القادم على الأمطار ... والله يعين.... إن هذا الكلام فيه من الفقر والبؤس ما ليس بعده فقر وبؤس. مع احترامنا لشخصه الكريم.
لم يتقدم لنا بخطة أو برؤية شاملة متكاملة تترجم ما نص عليه الدستور في الفقرة الثانية من المادة الثالثة عشرة التي تنص «تهدف السياسة الاقتصادية للدولة إلى تلبية الحاجات الأساسية للمجتمع والأفراد عبر تحقيق النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية للوصول إلى التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة» لكي يقوم المجلس بمناقشتها وتدقيقها وتطويرها ومن ثم مراقبة تنفيذها. ومن الواضح أن كلام وزير الزراعة لم يكن في سياق هدف السياسة الاقتصادية للدولة كما نص عليه الدستور.
السيد رئيس المجلس الموقر
إننا في كتلة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير نتلمس في أدائكم رغبة حقيقية وسعياً دائباً لتطوير وتفعيل عمل مجلس الشعب، ونعلن تأييدنا ومؤازرتنا لما تقومون به من خطوات إصلاحية هامة في عمل المجلس وفي تفعيل دور المؤسسة التشريعية.
بناء عليه، أتمنى على مقامكم الموقر عدم السماح لاحقاً لأي وزير بحضور جلسات المجلس ما لم يحمل إلينا بياناً يتضمن نقطتين أساسيتين ( واقع وزارته وواقع مجال عملها، والخطوات والإجراءات التي يقوم بها) ليصار إلى مناقشتها وتدقيقها وتطويرها ومن ثم مراقبة تنفيذها. وبهذا الشكل يتكامل عمل السلطات الدستورية في سورية ويرتقي إلى المستوى المطلوب. فما قدم حتى الآن لا يرتقي علمياً وعملياً إلى مستوى المناقشة الجادة.
بخصوص اقتراح مكتب المجلس بإحداث لجنة تسمى لجنة المصالحة الوطنية: باسم كتلة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير نعلن موافقتنا على إحداث هذه اللجنة ومن الواضح أن هذه اللجنة من حيث التوصيف القانوني هي لجنة خاصة ومؤقتة. ونعتقد أن الاقتراح صائب من حيث الجوهر وإن كان يحتاج إلى تجويد ودعم تشريعي. ربما نحتاج إلى إقرار قانون أو تشريعات ما لدعم وتسهيل عمل هذه اللجنة، أعتقد أن أهمية مثل هذه الفكرة تدعونا إلى دعمها وتجويدها أكثر.
نقطة أخيرة سيادة رئيس المجلس
لن أتقدم بشرح أو تعليق حول الجدل الذي أثير حول تصريحات النائب الاقتصادي فهو الأقدر على التوضيح، وأعتقد أنه سيفعل ذلك عندما يحضر للمناقشة أمام مجلسنا الموقر. ولكني أقول إن الأزمة التي تعصف ببلدنا تتطلب منا الترفع عن صغائر الحساسيات الحزبية الضيقة بما فيه خير البلاد والعباد . ولا أضيف في هذه النقطة أكثر من قول المقنع الكندي:
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وشكراً
وكان من اللافت أثناء مناقشة إحداث «لجنة المصالحة الوطنية» أن اعترضت العضو سوسن وهبة على إحداث هذه اللجنة لعدم الحاجة إليها بسبب وجود وزارة للمصالحة الوطنية!!.
أما العضو عمار بكداش فقد خصص مداخلته كلها للرد على الرفيق ماهر حجار وللهجوم على النائب الاقتصادي وتصريحه حول أن الاقتصاد السوري سيصاب بسكتة قلبية إذا لم تقم الحكومة بإجراءات استثنائية. رافضاً فكرة المصالحة الوطنية معتبراً أنه لا خلاف بين السوريين لكي نقوم بالمصالحة الوطنية بينهم وأن كل ما يجري ما هو إلا مؤامرة، وأن فكرة المصالحة الوطنية تنتمي إلى ما قبل الرأسمالية، وأن المصالحة الوطنية يمكن أن تتم فقط عندما يتم تلبية مصالح جماهير العمال والفلاحين وأن المشكلة بالأساس ليست أبعد من ذلك.
ورد في نهاية مداخلته المطولة على أبيات الشعر التي ذكرها الرفيق حجار بذكر بيت شعر لجرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربع
وقد استغرب بعض الأعضاء هذا الرد الطريف الذي لا يتناسب مع الفكرة التي يردُ عليها، معللين استشهاده بهذا البيت بأنه ربما لا يحفظ غيره.