د. قدري جميل في تصريحات صحفية: الجميع في أزمة ولا مخرج سوى الحوار

نوفوستي:

 أكد الدكتور قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أن الحوار السياسي هو الحل للخروج من المأزق الحالي الذي وصل إليه كلٌّ من النظام والمعارضة. وصرح الدكتور جميل لوكالة «نوفوستي» الروسية: إن النظام والمعارضة والشارع جميعاً في مأزق، موضحاً أن النظام لا يزال غير قادر على وقف المظاهرات في الشارع ولكن المعارضة فشلت في استخدام الإضطراب الشعبي لصالحها. وأضاف جميل أن الأحداث أظهرت أن الأهداف القصوى وغير العملية لبعض المعارضة السورية بإسقاط النظام لا ينسجم مع الاصطفاف الحقيقي للقوى في البلاد.

وأشار إلى أن حجم المظاهرات تراجع كثيراً عما كان عليه قبل أشهر، مقدرا أن عدد المتظاهرين تراجع 25 و30% عن السابق. وقال ان «الإعلام الخارجي ومن ضمنه شبكات الإعلام الغربية، تحاول رسم صورة مغايرة كلياً.. فهي تميل إلى إظهار أن حجم المظاهرات يتّسع ولكن هذا الأمر لا ينفع».

واعتبر جميل أن الحل للمأزق الحالي هو الحوار السياسي، فعلى النظام والمعارضة والمتظاهرين أن يبدأوا حواراً من شأنه أن يساعدهم على الوصول إلى تسوية معقولة، معتبراً أن أية محاولة من أي طرف لفرض شروطه على الآخر ستعمّق الأزمة أو قد تؤدي إلى موجة جديدة من المظاهرات ولكن بزخم أكبر.

 

بلدنا:

 

وفي تصريح آخر لصحيفة بلدنا المحلية، قال الدكتور جميل إن المطلوب هو القطيعة الكاملة مع كل السياسات الأمريكية ومن يمثلها على كل المستويات، لأن التعامل مع أمريكا يرقى إلى مستوى الخيانة العظمى في ظل هذه الظروف، وليس هناك من عذر للتعامل مع أمريكا، حتى النظام في ظل هذه العقوبات، نطالبه بأن يصل إلى أقصى حد في التعامل مع السياسة الأمريكية من خلال تأميم كل الشركات الأمريكية والأوروبية الموجودة في سورية والتي تساهم في الحصار الاقتصادي على وطننا، فكيف إذاً بالسياسيين العاديين الذين يتعاملون مع أمريكا.

وأوضح د. جميل تعليقاً على التصريحات الأمريكية المحرضة للجماعات المسلحة والمبررة لأفعالها، أن الولايات المتحدة تعمل الآن على تصعيد هذا التدخل و تريد إيجاد كل المبررات لإيصاله إلى مرحلة التدخل العسكري، هي لا تريد حل المشكلة الداخلية السورية، وهي تريد خلق نموذج عراقي جديد. وأضاف: الإدارة الأمريكية لها مصلحة في زيادة التوتر، والعقوبات التي تشجع عليها هي والاتحاد الأوروبي تستهدف المواطن السوري، مشدداً على أنه يجب الذهاب إلى أقصى حد في مواجهة السياسية الأمريكية، وإنه يجب أن يفهم العالم كله عقلية الشعب السوري الذي يأبى الخنوع أو التواطؤ منذ معركة ميسلون وإلى يومنا هذا.

 

روسيا اليوم:

 

وفي تصريح لتلفزيون روسيا اليوم حول قراءته لتطورات الأزمة في سورية بعد الفيتو الصيني- الروسي، قال الدكتور جميل: أعتقد أن هذا الفيتو كان محطة مهمة ليس بالنسبة لسورية وحسب، وإنما خلال الحقبة التاريخية كلها، وستسجل هذه المحطة كنقطة علام في التاريخ الدولي، فلأول مرة تكسر الهيمنة الأمريكية في مجلس الأمن بشكل واضح وصريح، ولا أريد أن أجري مقارنات تاريخية ولكن هذا الجو يمثل انعطافاً كالذي شهده العالم في عام 1956 حين العدوان الثلاثي على مصر، حيث وقف الاتحاد السوفييتي سابقاً والولايات المتحدة ضد العدوان الثلاثي وآثاره، لذلك يجب فهم هذه النقطة من وجهة نظر التطور التاريخي أولاً، أما فيما يخص سورية فأنا كممثل للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لا يسعني إلاّ أن أحيي الموقف الروسي والصيني لأن هذا الموقف بمنعه التدخل الخارجي إنما يخلق موضوعياً أحسن الظروف للشعب السوري من حركة شعبية ومعارضة ونظام من أجل فتح الحوار والوصول إلى المخرج الآمن الضروري من الأزمة العميقة الشاملة التي تعيشها البلاد.

كلنا رأينا في الفترة الأخيرة جميع المسميات التي يأتي تحتها التدخل الدولي، وآخرها بدعة حماية المدنيين كما رأيناها في ليبيا، والتي تعني حظراً جوياً أي ضرب الدفاعات الأرضية والجوية للبلد المعني، فماذا يعني هذا الأمر في سورية إذا تم؟ يعني إخراج بلد أساسي بغض النظر عن رأينا بمستوى ممانعته ومقاومته في المعركة ضد العدو الأساسي في المنطقة.

وحول ما إذا كان يعتقد بأن الوقت يسمح بالحديث عن الحوار بعد هذه التطورات، قال: إن التدخل الخارجي يمنع الحوار، وعندما نتمكن من إيقاف خطر التدخل الخارجي ونمنعه تتكون الظروف الموضوعية للمباشرة في الحوار، دون إبعاد خطر التدخل الخارجي يستحيل أن يوضع الحوار على جدول الأعمال، ويستحيل أن يوضع الحوار على الطاولة، لذلك فإن إبعاد شبح التدخل الخارجي يخلق فقط الإمكانية للحوار، ولا يضع الحوار على الطاولة مباشرةً. وأعتقد أن  المطلوب من السوريين جميعاً أن يتجاوزوا أنفسهم للوصول إلى طاولة الحوار الذي يجب أن يكون جدياً وليس شكلياً، وأن يكون الجميع فيه مستعداً لتقديم التنازلات المتبادلة من أجل مصلحة البلاد العليا ومستقبلها.

وأضاف: من الناحية الموضوعية الجميع في أزمة بسورية، النظام وأحزاب المعارضة والحركة الشعبية، إن هنالك استعصاء شاملاً والجميع يبحث عن الحل، والجميع بحث عن حلوله الخاصة خلال الشهور السبعة الأخيرة وهي حلول لم تجد ولم توصل سورية إلى مكان غير تعقيد الوضع أكثر فأكثر، إذاً من الناحية الموضوعية أصبح الظرف أكثر مواتاةً للحوار. ومن حيث الظرف الذاتي، هناك قوى هامة في النظام تريد الحوار، وهناك قوى هامة في المعارضة تريد الحوار وكذلك في الحركة الشعبية، هذه القوى يزداد وزنها وتأثيرها يوماً بعد يوم، ولا أعتقد أن هنالك مخرجاً آمناً من الأزمة الحالية سوى الحوار الذي يجب النضال الجدي للوصول إليه.