!برسم وزير التربية.. مديرة «متنفذة جداً» في مدرسة سعد الله ونوس بالعاصمة
يعمل الفساد الإداري وتخلفه على إجهاض خطط الدولة الرامية للإصلاح، وتغيير الواقع الراهن إلى واقع أفضل، لأن أي خطط تضعها الدولة بحاجة لإدارة كفوءة ونزيهة وملمة إلماماً كبيراً بأساليب وطرق الإدارة الحديثة التيتعتبر التقدم العلمي والتطور التقني حاجةً ماسةً في نهوض الواقع المتردي للإدارة داخل سورية.
فكيف إذا كان هذا الفساد في صلب المؤسسة التربوية، وفي إحدى مدارس التعليم الأساسي بدمشق، وبتواطؤ أو تغافل أو لا مبالاة مديرية تربية العاصمة نفسها، وربما أكثر وأبعد من ذلك؟
الموضوع الذي نلقي الضوء عليه في زحمة الفساد الذي يستوطن وزارة التربية يتلخص بما يلي:
أصدر مدير تربية العاصمة بتاريخ 13/10/2009، قراراً بتعيين السيدة (ف.م.ش ) بمنصب معاونة مدير في مدرسة سعد الله ونوس، علماً بأن عدد الشعب فيها لا يسمح بوجود «معاونة» في المدرسة، وفق قرار تربوي بهذاالشأن، حيث أن عدد الشعب في مدرسة سعد الله ونوس /13/ شعبة وأعداد التلاميذ لا يتجاوز /400/ طالب، وهذا مخالف للتعليمات الوزارية والنظام الداخلي، التي تنص على تعيين معاونة مدير حين يكون عدد الشعب /15/ شعبةفما فوق، وإذا كان من صلاحيات مدير التربية تعيين معاون مدير على نصاب /13/ شعبة، فهل من صلاحيات مدير التربية أن يتوسط لهذه المعاونة بعدم التزامها بالدوام الرسمي، وغض النظر عن تغيبها المستمر طوال عامينمنصرمين، وحضورها المتأخر دائماً ومغادرتها للدوام الرسمي قبل ساعة أو ساعتين، وعدم التزامها بالعمل نهائياً؟؟!.
نعم، إنها المعاونة «المدعومة» التي تأتي في ساعة متأخرة، وتغادر قبل انتهاء الدوام الرسمي، ومع ذلك توقع ساعة الحضور الثامنة صباحاً دائماً تحت حماية مدير المدرسة دون محاسبة أو مساءلة، وتعتمد التزوير في ساعةالحضور وساعة الانصراف على سجل الدوام الرسمي للعاملين، وتؤكد زميلاتها أن بإمكان الوزارة التأكد من ذلك من خلال الاطلاع على سجل الدوام في المدرسة.
وكانت إحدى كوادر المدرسة قد أكدت في أحد الكتب المرفوعة للجهات التربوية العليا: «عندما نسأل مدير المدرسة لماذا لا ترفع غيابها المتكرر دون مبرر قانوني، حيث أنها تغيب يومين أو ثلاثة أيام أو أسبوع متواصل دون أنتحصل على إحالة صحية مبررة من الصحة المدرسية، اللهم إلاّ مرة واحدة حصلت فيها على إجازة صحية لمدة شهر كامل، ونحن نعرف كيف تحصل على هذه الإجازة.. كان المدير يجيب دائماً: أنا لا أستطيع رفع انقطاعها عنالدوام لأنه مضغوط عليّ، فأسأله من قبل من؟ يجيب من مدير التربية الذي يقول لي: «هذه لي.. لا أحد يقرب عليها!!» ما هذا المنطق بحق الله؟؟!
وتضيف: «دائماً أصر وأصمم على إعلام السيد الوزير، لكن مدير المدرسة يقول لي لا فائدة من ذلك.. أنا لست ضدها وليس بيني وبينها أي عداء أو خلاف، سوى أنني لا أوافق على مخالفتها للقانون، ولا على استهتارها بالعملوالدوام الرسمي تحت رعاية مدير المدرسة ومدير التربية وأيضا الوزير السابق، على حسب ادعائها، فهي تقول إن واسطتها الوزير (السابق) ومدير التربية، وهذا ما كانت تردده دائماً، حيث أن جميع العاملين في المدرسة يحسبونلها حساب».. فما رأي السيد الوزير؟.
حصص درسية وفراغ وفوضى
كلف مدير المدرسة بنصاب /5/ حصص لكل من المعلمات، وذلك عملاً ببلاغ وزاري واضح، أما الحصص التي كلف بها المدير نفسه ومعاونه فهي؛ /5/ حصص رسم للمدير، و/4/ حصص رياضة للمعاونة، وحصة رسم..والسؤال هنا: لماذا لا يكلف المدير نفسه بتدريس مواد مثل العربي أو الرياضيات أو العلوم والاجتماعيات بدل أن يختار مواداً من هذا النوع؟ ولماذا لا يلتزم المدير ومعاونه بإعطائها أصلاً وفق توزيع المنهاج والخطة المدرسية؟ولماذا لا يتابع تنفيذ هذه الحصص التي ألزم نفسه بها بدلاً من هدر الوقت والتطنيش؟ أم أنه غير ملتزم بتنفيذها لأنها رياضة أو رسم؟!
هذا مخالف أيضاً للبلاغات الوزارية التي تنص على عدم تدريس هذه المواد إلا من مدرسين اختصاصيين لمادة الرسم أو الموسيقا أو التربية الرياضية، فأي حل هذا الذي ابتكره المدير؟..
حلقة أولى «عالبيعة»
صدر بلاغ بافتتاح شعبة لتلاميذ الحلقة الأولى قبل نهاية العام الدراسي 2011/2010 من مدير التربية، علماً بأنه لا توجد أعداد تسمح بافتتاح هذه الشعبة في نهاية العام الدراسي، فإذا كان من صلاحيات مدير التربية افتتاح شعب،فلماذا لا يكون منذ بداية العام الدراسي حرصاً على مصلحة التلاميذ؟!. وبالطبع لم يأت هذا القرار لمصلحة التلاميذ كما يمكن أن يتبادر إلى الذهن، بل لتلبية وتسوية وضع المعاونة وجعل وضعها الإداري أقرب لأن يكون سليماً،علماً أن إضافة شعبة واحدة لا يفي بالغرض، فإتمام التسوية يحتاج إلى شعبتين!!
يتقاضى مدير المدرسة ومعاونه والموجه الإداري تعويضاً إدارياً باستثناء أمين السر، علماً بأن جميع السجلات والأعمال الإدارية تقع على عاتق أمانة السر، فهي تتحمل عبئاً كبيراً وضغطاً شديداً في العمل دون مساعدة أحد منالإداريين، فهذه مهام أمانة السر ولابد من تحملها وإنجازها على أكمل وجه، هذا عدا ما تتكلف به الأمانة من المدير من مهام أخرى تقع على عاتق المعاونة، فلماذا لا يكلف المدير المعاونة بإنجاز بعض المهام بدل أن يقول إنها لاتعرف (وتخربط بالعمل).
المخالفة الكبرى!
لتكتمل (الفضيحة) فإن مدير التربية ومن أجل عيون المعلمة الفاسدة أصدر قراراً بتاريخ 2011/7/19، بتكليف(ف.م.ش) بإدارة مدرسة سعد الله ونونس رغم وجود المدير وعدم عزله أو إقالته أو نقله!!، فتحركت المعلمات ورفعنكل ما ذكر آنفاً على شكل مذكرة إلى وزير التربية شخصياً، الذي بدوره حول الكتاب لحظة استلامه إلى الرقابة الداخلية بالوزارة، لكن مدير التربية وعن طريق مخبريه في الوزارة علم بالأمر، فاقترح مدير التربية على المدير(الطموح والضعيف) (ح.ق)، وبالاتفاق مع (ف.م.ش) على تقديم طلب نقل إلى مدرسة أخرى حيث حمل كتاب النقل الرقم 212/ص تاريخ 2011/6/2، وذلك بنقله من مدرسة سعد الله ونوس دون عملية الانفكاك عن عمله السابقكمدير لنفس المدرسة ونقله إلى مدرسة عمرو بن كلثوم، ولكي يغطي على مخالفته زوّر مدير التربية عملية النقل حيث جاء تاريخ نقله بنفس تاريخ زميلته المدعومة أي في 2011/7/19، فالمدير المخالف يكون بذلك تحايل علىالقانون مرتين، تارة على غياب المعاونة لعامين دراسيين، وتارة أخرى كفائض على المدارس التي نقل إليها، والسؤال هو: كيف يبقى مدير على رأس عمله وهو منقول إلى مدرسة أخرى، فهل يجوز تعيين مديرين في مدرسةواحدة وبنفس المهام، واستمرار ذلك عدة أشهر قبل إيجاد مكان يأوي إليه المدير المنقول؟؟!!.
أية فضيحة هذه!!!!
«قاسيون» تطالب الجهات المعنية وخاصة الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، بفتح تحقيق مع جميع الجهات والمدراء المتورطين في المخالفات التي ارتكبت بمدرسة سعد الله ونوس، بما فيه هيئة الرقابة الداخلية في الوزارة التي لمتتحرك بشكل المطلوب منها، وإعادة الاعتبار لكل المعلمات اللاتي تعرضن للإساءة من هؤلاء الفاسدين؟!.