عفرين... قطع رواتب المعلمين..!؟

عفرين المنطقة الآمنة، التي منعت دخول المسلحين إليها، ورفضت أي تدخل خارجي، واستقبلت آلاف المهجرين من أحياء حلب وخاصة الأشرفية والشيخ مقصود، وكذلك من المناطق الساخنة المجاورة. ومدارسها تغص بالتلاميذ والمعلمين والمدرسين، وهم يداومون بشكل نظامي، وكانوا يقبضون رواتبهم بعد حصولهم على وثيقة قائم على رأس عملهم من المجتمع التربوي.
إن القرار المتخذ بوقف رواتب المعلمين في منطقة عفرين، لا يأخذ الأبعاد الاجتماعية والتربوية والتدريسية لآلاف التلاميذ بعين الاعتبار، وهو ردّ فعلٍ على ممارسات وإجراءات اتخذتها «سلطة الإدارة الذاتية» هناك، كما تبرر الجهات الرسمية..
إن المطلوب في هذا السياق التصرف بعقلانية تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية والمعيشية الصعبة. فالوقت ليس مناسبا لأخذ قرارات تؤثر على العملية التعليمية وعشرات آلاف التلاميذ وعلى معيشة الكادر التعليمي الذي يعيلون آلاف الأسر السورية الكادحة..؟
لقد قاربت سنة 2014 على نهايتها، والسوريون يأملون حلاً، يخرجهم من أزمتهم الطاحنة في العام القادم، والسلطات لازالت تعمل بعقلية ما قبل الأزمة، ولا تتناسب مع تلك الآمال المعلقة على إنهائها بمزيد من الحكمة والعقلانية، والاستيعاب وسعة الصدر والتسامح و..و..
المعلمون ينتظرون بفارغ الصبر التراجع عن هذا القرار الجائر، الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن وأعداء العلم والعملية التربوية وخاصةً أنّ الامتحانات على الأبواب..!