دير الزور.. حدث في مثل هذا الحصار!؟

دير الزور.. حدث في مثل هذا الحصار!؟

 

حوالي 5 أشهر من الحصار وحوالي 55 يوماً دون الكهرباء، وندرة الماء وفحشاء التجار والفاسدين ووحشية التكفيريين وفاشيتهم، معاناة حوالي 400 ألف مواطن منهم 85 ألف طفل.. بعض اليوميات والصور التي سنذكرها ربما ستكون فيلماً وثائقياً عن هذه الجريمة العلنية، مع استمرار التجاهل الرسمي والدولي والإعلامي، ومؤسسات الإغاثة الداخلية والدولية لحصار مدينة دير الزور..

19نيسان -2:14 ظهراً.. باميا!

اتصل بي قبل قليل، ففرحت كثيراً وظنيته يواسيني، ويسأل كيف أهل الدير..؟ ولكنني صعقت عندما سألني: (شو البامية نزلت؟! بدنا كم كيلو أنا كتير بحب البامية الديرية)، قلت له: (تكرم ابشر لعيونك، بس ما عندنا شركات ولا حوالات تا أبعثها ولا فاكس ولا نداء قطري ولا شي!..)

يا أمم يا بشر يا حجر أقسم بالله كهربا ما بي من 25 يوم، والمي يوم بيوم ولساعات بس، لا فاكس لا ايميل لا نشرة أخبار لا راديو لا جرايد، الخضار حسرة، والفواكه عدم، والحلويات حلم! حصتنا: (عشر رغفان خبز فقط)!.  لا محروقات، عميت عيوننا من ريحة الحطب والشحاطات المحروقة، مرض وقمل، جوع ذل موت بطيء!

نحن في دير الزور المنطقة الشرقية من سورية، نحن هنا يا أحبة: فكوا الحصار عنا..!

21 نيسان – 5:6 مساءً

صامدون.!

مساء الخير من الدير، مساء بطعم العجاج، أحبابي وأصدقائي الكرام في صفحتي أنتم في القلب: برغم ظروفي الصعبة وحصار مدينتي، أهديكم أحرّ سلام وتحية حب ومودة من دير الزور المحاصرة الصابرة المنكوبة، بمحبتكم أصدقائي: صامدوون.

23 نيسان- 9:34 صباحاً

الموتُ فولاً .!

صباح الخير من الدير، صباح الشعط والمعط بشارع الوادي، عراك بالأيادي، وتهديد ووعيد من أجل: كيلوين فول !. طوابير من أجل شدة بقدونس، ذل ومهانة ودفش من أجل فول، الزلم تبهدل النسوان وبالعكس من أجل شوية ثوم!..

يا جماعة الخير، تعالوا وانظروا، ماذا حل بنا: أين أبناء الفرات العظيم؟ الموت فولاً؟!

هذا ما حدث بدير الزور اليوم الناس جاااعت، يا أصحاب السُفر العامرة.! 

28 نيسان – 9:22 صباحاً

فروجيات!

صباح الخير من الدير، صباح الفروج المثلج بأسواق الدير، الناس تقوم بهجوم كاسح لتحصل على فروجة، وذلك بعد انقطاعه منذ بداية الحصار، سعر الكيلو 1300 وأقل فروجة سعرها 3000! والشحنة أتت بالطائرة عن طريق المتعهد: سمير مهجع! فكل ثلاث فروجات تعادل غرام ذهب الذي وصل سعره 10000 ليرة للغرام الواحد هنا دير الزور المحاصرة المنكوبة!..

29 نيسان – 3:13  بعد الظهر

نرابيش!

إن أردت أن تعرف ماذا تعني كلمات: الجوع الذل المهانة.. عليك أن تأتي اليوم إلى المؤسسة العسكرية بحي الجورة، لتحصل على طبق بيض بسعر 1700 وكل عيلتين يتقاسمان طبق!

نرابيش (خراطيم) ضرب، دم يسيل، كفش بين النسوان، بوكس، جف ( كف )، دفرة !..

تختلط زناخة البيض وحرارة الدم الذي يسيل، أنت في دير الزور المحاصرة المنكوبة .

30 نيسان -3:43  بعد الظهر 

دخانيات!

(أنا محاصر، أنا خرمان بدي سيكارة!) من أقوال مدخن ديري محاصر، انقطع الدخان بكل أنواعه منذ يومين في أسواق الدير وما تلاقي سيكارة إلا بطلوع الروح، وسعر الباكية وصل ألف ليرة وبالواسطة!. آخر تقليعة لبائعي الدخان بدير الزور، هي (البيع بالنفس) وليس بالسيكارة أو الباكية، على مبدأ: (دورها دور.. واعطيني شحطة!).

يذكر أن دير الزور تعاني من حصار خانق، انقطع فيه كل شيء، إلا الدخان لم ينقطع أبداً.. إلّا اليوم تغيرت المعادلة، والتاجر صار بدو مصاري أكثر، ودخل الدخان بأساسيات الحصار، ورحم الله أيام بائعي الدخان بأول شارع الوادي عندما كتبوا لافتة:

(أكل ما بي، شرب ما بي، غصبن عنك بدك تدخن، ريّح راسك أي باكية 150 ليرة).

1 أيار – 8:49 صباحاً

 يا.. يا! 

صباح الخير من الدير جمعة مباركة لكم يا أحبة . و يا عمال العالم اتحدوا، و يا أيتها الشعوب المضطهدة، اتحدوا.. ويا.. ويا.. فكوا عنا الحصار، فهنا دير الزور!..

9 أيار -3:35  بعد الظهر

الموت العلني!

صورة من صور الموت الصامت في دير الزور..البارحة،  نهار الجمعة تأتي حالة إسعاف للمشفى الوطني وذلك من أجل إجراء عملية ولادة قيصرية لامرأة من أهالي البغيلية، يقوم الطبيب بفتح البطن وإخراج الجنين، ثم تصاب بنزيف حاد، بعد تمزيق المشيمة أثناء فصلها عن الرحم، تفتح البطن مرة ثانية، ويستأصل الرحم والنزيف لم يتوقف، وتفتح البطن مرة ثالثة، عسى أن يربطوا الأوعية والنزيف شغال وجلبوا لها أكثر من عشر وحدات دم وتم التبرع مباشرة لها بدون تصالب فقط  زمرة B ايجابي ولكنها تموت من شدة النزف والناس بذهول من أمرهم! 

يا إخوان: دير الزور لا يوجد بها دكتور جراحة أوعية و المشافي تعمل رغم النقص الحاد بالأدوية.  المرا ماتت والمدينة تحتضر!..

10 أيار- 4 مساء

زمن أبو باروكة!

المشكل الأكبر هو أبو باروكة (إشارة إلى مسؤول) هو بوادي والناس بوادي!..

أين مجلس الشعب؟ أين المسؤولين أين النظام، مما يعيشه شعب دير الزور؟ ملعون هالزمان اللي شفنا بيه هالشوفات، وشفنا بيه هيك مسؤولين.

11 أيار - 10 ليلاً

عشيات الحِمَى.!

رغم الحصار والتعب والجوع وطعم الحياة المر الذي نتذوقه في كل لحظة، إلا أن هناك ظاهرة يومية ومنظر يبعث فيك الأمل والإحساس بأن الحياة مستمرة.

إنها ظاهرة تجمع الأهالي من شباب وصبايا وعوائل بأكملها حتى ساعات متأخرة حول مركز بريد القصور وانتشارهم حول الأرصفة والشوارع المحيطة به، والسبب: الكهرباء منورة المكان من المولدة العملاقة التابعة للبريد، والأهم وجود شبكة الانترنت الفضائي، وازدياد لقط الإشارة حول البريد، فترى الكل مشغولين بجوالاتهم وعيونهم لا تفارقها والبقية يتسامرون الحديث.. هنا دير الزور: طول ما في بشر، طول ما في أمل، برغم الحصار والدمار!.

واقع لا خيال..!

• الأسبوع نصفان: نصف للتنقل بين المؤسسات وشارع الوادي للبحث عن لقمة غذاء، ونصف  للحصول على الماء.

• فردتا حذاءٍ قديم: حصلنا بأعجوبة على كيلو ونصف كوسا بـ 1200 ليرة ولعدم وجود غازٍ أو كازٍ، أشعلنا فردتي حذاءٍ قديم لطبخها في (الواوي) وهو تنكة مثقبة، أو موقد من الطين، فاستهلكت فردة ونصف، والنصف الباقي استهلكناها لإبريق شايٍ.!

• حمّام كل 15 يوماً: نشتري لتر كاز بـ 1750 ليرة لتسخين الماء، ولتر بنزين لمولدة الجيران للحصول على الماء، ولوح صابون ما بين 800 وألف ليرة، أي حوالي 4500 ليرة فقط للحمام أما غسيل الثياب فحدث ولا حرج.!

• الكيس المرافق: أغلب الشباب والرجال يحملون كيساً بشكلٍ دائم، يحوي بطارية اللّدات له وللجيران، مع الشاحن والجوالات، ويتنقلون من دائرة إلى دائرة، ومن مقهى أو مطعم إلى مثلهما، وحتى من مسجد إلى مسجد بحجة الصلاة، لشحن البطاريات.!

• شاي المختار: أسوأ أنواع الشاي يباع في المؤسسة إلزامياً مع المواد الغذائية بـ 500 ليرة، ويضطر المواطنون لبيعه بـ300 ليرة.!