القامشلي تستعد لاحتفالات أعياد الميلاد تقصير حكومي.. وغلاء الأسعار واستمرار الهجرة للخارج

القامشلي تستعد لاحتفالات أعياد الميلاد تقصير حكومي.. وغلاء الأسعار واستمرار الهجرة للخارج

تستعد مدينة القامشلي هذا العام، بشكل مبكر لاحتفالات أعياد الميلاد عبر عدة فعاليات ونشاطات غابت خلال العامين الماضيين عن المدينة التي تئن تحت وطأة الأزمة السورية، لكنها تقاوم الظروف الصعبة لأجل استرجاع ما يمكن استرجاعه من تفاصيل الحياة.

وفي شوارع المدينة التي عرفت بتنظيم أكبر احتفالات أعياد الميلاد على مستوى البلاد في سنوات ما قبل الأزمة، علقت الزينة والأضواء، وفتحت المحلات التجارية أبوابها حتى وقت متأخر من الليل بالتزامن مع عودة الناس للشوارع والتي تقل عادةً في شتاء المدينة القارس المظلم.
وبحسب القائمين على عدة فعاليات واحتفالات ستشهدها المدينة هذا العام، فإنهم يحاولون إعادة مظاهر الحياة المدنية للقامشلي التي غابت عنها مظاهر الفرح رغم الاستقرار الأمني النسبي الذي تعيشه مقارنة بما شهدته مناطق واسعة من ريف المدينة.
بابانويل حاضراً
تعتبر احتفالات أعياد الميلاد هذا العام، بمثابة «استراحة محارب» لأبناء المدينة والنازحين إليها من الريف ومن المحافظات الساخنة، لإضفاء جو من الفرح اعتاد عليه سكان المدينة طوال سنوات قبل أن تغيبه الظروف قسرياً، فرغم الوضع الأمني المقبول للقامشلي، إلا أنها تعاني من غياب الخدمات الضرورية لاستمرار الحياة مع غلاء فاحش أرهق السكان الذي خسروا كل مدخراتهم.
ومن دون مبرر في كثير من الأحيان، وبسبب التقصير في إيجاد حلول مبتكرة في أحيان أخرى، يغيب أي اهتمام حكومي عن القامشلي، حيث تصل ساعات التقنين الكهربائي لأكثر من 20 ساعة انقطاع، ولا تنتهي أزمة انقطاع مياه حتى تبدأ أخرى، وارتفاع أسعار السلع الأساسية ضعف ما هو في دمشق، ومازوت التدفئة غير متوفر، كما أن بنزين السيارات يباع في الشوارع بسعر 300 ليرة.
موجة هجرة مرعبة
يقول عدد من القائمين على احتفالات العام الحالي، إنها قد تبعث الطمأنينة في نفوس السكان، وتثنيهم عن الهجرة التي أصبحت ظاهرة مقلقة تغطي عليها موجات النازحين الذين يشغلون بيوت المهاجرين ليبدو كل شي طبيعياً في الظاهر، لكن الواقع يقول إن أعداد المهاجرين من المدينة نحو تركيا وأوروبا ستفاجئ الجميع عند كشفها.
وشهدت القامشلي شأن كل مدن وبلدات محافظة الحسكة، موجة هجرة مرعبة خلال العامين الماضيين، مدفوعة بعدة ظروف ساهمت في ازديادها دون أي جهود حكومية تذكر، فبالإضافة للظروف المعيشية وغياب الخدمات، ساهمت حوادث الاختطاف، وانتشار الجرائم والسلاح في الشوارع، بارتفاع أعداد المهاجرين.
بابا نويل من طراز خاص
يستعد عدد من الشباب المتطوعين بجهود شخصية من بعض الأصدقاء وأبناء الحي وتبرعات أبناء المدينة المغتربين، تقمص شخصية «سانتا كلوز» المعروفة باسم «بابا نويل» ليبدأوا بزيارة المنازل وتقديم الهدايا للأطفال الذين تحملوا النصيب الأكبر من تبعات الأزمة السورية.
ولا يرتبط «بابا نويل» في القامشلي غالباً بأي مؤسسات تجارية لبيع هدايا الأطفال كما هو متبع في الغرب، ولا يمكن التواصل معه لحجز هدية، وهو في الغالب مبادرة شخصية من شباب المدينة، يعتمدون البساطة والتعاون لتقديم الفرح للأطفال الذين أجبرت أسرهم على تحويل نفقات الأعياد لمصلحة قوائم الطعام والدفء.
التجار حاضرون
يتحكم عدد من التجار في القامشلي، باحتياجات المحافظة وكأنهم المسؤولون الرسميون عنها، إذ يستطيعون نقل المواد الغذائية والدوائية بين المحافظات عبر البر أو حتى عبر طائرة الشحن التابعة للخطوط السورية الحكومية، بينما يستند المسؤولون في محافظة الحسكة إلى مصطلح «الأزمة» الفضفاض لتبرير أي تقصير حكومي.
وبدأت أسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل تدريجي خلال الأيام القليلة الماضية، لتصل إلى ذروتها في أيام عيد الميلاد وعيد رأس السنة، وهو حضور متوقع للتجار في الاحتفالات رغم أنه غير محبب من السكان.