البو كمال: ممنوع.. ممنوع.. ممنوع..!

هذه الأخلاق التي غيرت الكثير من البشر، في جميع أنحاء البلاد.. وخاصة في تلك المناطق الساخنة والتي خرجت عن سيطرة الدولة حيث لا قانون ولا محاسبة.. حتى أصبحت المتاجرة بأرواح الناس ظاهرة خطيرة وتنذر بكارثة لا راد لها.
صيدليات الموت
ففي مدينةٍ مثل مدينة البو كمال التي أصبحت تعج بصيدليات الدواء البشري، بدون صيادلة مختصين في هذا المجال، وقد كتبنا سابقاً، وفي ظل وجود القرارات والقوانين المنظمة لهذه المهنة آنذاك، كانت مسألة استئجار شهادات الصيدلة قائمة على قدم وساق.. فما بالك إذا ما غابت هذه القوانين..؟ وماذا سيكون الحال..؟
في شوارع البو كمال ، تجد عشرات الصيدليات، تمارس عملها دون حتى شهادات مستأجرة.. فقد سارع أصحاب رؤوس الأموال، بافتتاح الصيدليات التي تحتوي على أصناف من الدواء، لا يعرف مصدرها، ناهيك عن الأخطاء القاتلة من قبل أصحاب هذه الصيدليات، الذين لا يعرفون ولا يحسنون قراءة الوصفة الطبية بشكل صحيح، مما شكل خطراً كبيراً على المواطن وسلامته.
جشعٌ واستغلال
ما زاد في الطين بلة في البوكمال، توافد العراقيين حيث لا توجد حدود أو حواجز، هؤلاء الوافدون يقصدونها للعلاج، مما أدى إلى زيادة حجم الجشع،  لدى أصحاب هذه الصيدليات، وانعكس سلباً على أهالي المدينة، وخلط الأوراق والأنكى من ذلك.. قيام مديرية صحة دير الزور، بإغلاق مشفى البو كمال الوطني، بعد سيطرة المسلحين عليه .
هذا المشفى الذي كان يقدم خدماته الطبية للمواطنين الفقراء، وعلى الرغم من كل سلبياته يبقى أرحم من القطاع الطبي الخاص بعشرات المرات..
والخبز أيضاً..!
إذا كان الوضع الصحي هكذا.. فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بلقمة المواطن..؟ إذ تباع ربطة الخبز ذات الثمانية أرغفة بمائة ليرة، وبنوعية رديئة جداً، ويقوم أصحاب الأفران بشراء القمح العلفي، وطحنه ثم بيعه كخبز للمواطن.. وهي ليست أكثر من أقراص عجين ليس إلا..!؟
وفي ظل توقف المخبز الآلي لفترات طويلة، لعدم إمكانية إيصال الطحين من دير الزور إلى البو كمال، وهذا ما زاد من تذمر المواطنين ووقوفهم حيارى، لا حول لهم ولا قوة.
ممنوع..
إضافة إلى ذلك يأتي تقييد الحريات  الشخصية، من قبل «الدولة الإسلامية»، بعد سيطرتها على مدينة البو كمال وريفها .ممنوع أن تدخن، ممنوع أن تكون في الشارع أو في العمل أوقات الصلاة، ممنوع أن تضحك، ممنوع وممنوع وممنوع.. ممنوع أن تفرح في وقت غاب فيه الفرح عن الجميع..!