الرقة.. خروج «المشروع الرّائد» من الزراعة..!
يشكل المشروع الرائد أحد المشاريع الزراعية المهمة، التي أقيمت بعد سد الفرات في محافظة الرقة، حيث تبلغ مساحته حوالي 24040 ألف هكتار، ويعتمد على الري بالراحة عن طريق الغمر.. وقد تعرض هذا المشروع لتخريب العديد من القنوات الرئيسية فيه، وكذلك لتملح التربة وانخفاض إنتاجها، نتيجة الري بالغمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة «الجبس» في أراضيه..
ورغم ذلك، ورغم ارتفاع أسعار المحروقات ومستلزمات الإنتاج الأخرى. استمر الفلاحون بالرقة في الزراعة، لأنه لا دخل لهم غير ذلك.. هذا قبل الأزمة..
أمّا خلال الأزمة فقد ازداد التراجع في نسبة الأراضي المزروعة، وخرج العديد من المشاريع العامة، كمشروع بئر الهشم، الذي تتجاوز مساحته 28 ألف هكتار بسبب توقف مضخات الري، وبقي المشروع الرائد مستمراً.
ومنذ أسبوعين تقريباً توقف المشروع، نتيجة انخفاض منسوب البحيرة، بسبب الحصار المائي، وتخفيض كميات المياه المتدفقة في نهر الفرات من تركيا إلى سورية والعراق بما يخالف القوانين الدولية للأنهار العابرة. ونتيجة الجهل والهدر بمياه البحيرة التي يسيطر عليها المسلحون التكفيريون (داعش).
وحسب بعض الفلاحين من منطقة «الجرنية» فإن المياه قد ابتعدت عن الشاطئ السابق للبحيرة، حوالي 1كم وهو ما يعادل انخفاض منسوبها حوالي 10 أمتار تقريباً، واستجرار المياه للري عبر مضخات مكلف جداً، ويتساءل الفلاحون:
كيف سنعيش.. وهذا لا يؤثر علينا وعلى أسرنا فقط.. إنما يؤثر على الاقتصاد الوطني ككل.. بينما الحكومة لا تحرك ساكناً وغير مبالية.. فيما تنهمك بمشاريع لا تسمن ولا تغني من جوع كافتتاح المشاريع السياحية والمولات..!؟