طرطوس.. ازدحام شديد وسوء للتنظيم..
تعاني مدينة طرطوس من ازدحام شديد لم يشهد له مثيل في تاريخها، لدرجة أن كثيراً من الشوارع نقطعها مشيا على الأقدام بسرعة أكثر من ركوب السيارة، وفي الكثير من الأماكن قلما نجد مكاناً نركن فيه السيارة.
ولهذه الأزمة سببان، الأول حسب رأي قسم المرور: أنه دخل إلى محافظة طرطوس أكثر من 10 آلاف سيارة، سواء من الوافدين أو من أبناء المحافظة العائدين، والثاني: بسبب سوء تنظيم عملية السير في المدينة.
مع العلم أن البنية التحتية من شوارع وساحات وممرات ومواقف لم تتغير، بل تناقصت بفعل الظروف الأمنية، تم إغلاق بعضها، وهو شريان رئيسي ليتحول إلى شريان فرعي، وهذا له ظروفه واسبابه.
لكن ما يتعلق بسوء التنظيم هناك ظاهرتان تعاني منهما المدينة منها ما قبل الأزمة ومنها تفاقمت بفعل توافد المواطنين السوريين إلى هذه المحافظة، وخاصة تجار السيارات المستعملة، مع العلم بأن أصحاب بعض مكاتب السيارات ذكروا لنا: انه في محافظاتهم هناك أماكن خاصة لبيع السيارات.
فالظاهرة الأولى: انتشار مكاتب بيع السيارات على الأرصفة ومداخل المدينة لدرجة أصبح مدخل مدينة طرطوس الشرقي لا يتسع لأكثر من سيارة واحدة، وكثير من الأحيان لا يستطيع صاحب السيارة العامة أن يقف لبعض الركاب، لأنه سيعرقل السير وخوفا من المخالفة، وكثير من حالات الشكاوى للأهالي - لا يستطيعون أمام هذه الظاهرة الدخول إلى محلاتهم أو منازلهم، وانتهت باستعراض للشرطة لساعات محدودة من بعد ظهر تاريخ يوم الشكوى، وتعود الحالة صباحاً كما كانت.
والظاهرة الثانية: بناء مؤسسات حكومية دون مواقف أو ساحة للسيارات، وانتشار ظاهرة ركون السيارة الخاصة على جانبي الطريق من مداخل المدينة حتى وسطها عبر الشوارع الرئيسية والفرعية، ابتداء من مدخل المدينة الشرقي في حي الواحة( الفقاسة ) إلى دوار المحكمة وإلى موقف القدموس حتى نهاية شارع الثورة ومعظم شوارع المدينة الرئيسية.
استراتيجيا يجب عدم بناء مؤسسة للدولة أو خاصة لها احتكاك يومي مع المواطنين دون مواقف سيارات تتسع للسيارات ذات الصلة بها ضمن دراسة علمية بذلك، وإلى أن يتم ذلك مستقبلاً، هناك إمكانية التخفيف من الأزمة عبر قرارات محلية وفعلية ومتابعتها، إلى أن تصبح سلوكية حضارية عند المواطن، منها عدم السماح للسيارات الخاصة بالوقوف على جانبي الشوارع التي تشكل شريان رئيسي للمدينة، والثاني: خروج جميع مكاتب السيارات الخاصة من المدينة الى خارجها وتجميعها في أماكن خاصة بها.
فالحضارة ثقافة وسلوكية يتعلمها السائق من خلال سقف القانون والممارسة اليومية له.