طرطوس.. «الاستثمار السّياحي الوهمي» نَهبٌ واستغلال

في إطار وهم وحمّى الاستثمار، ومحاولات الخصخصة وما يُسمى الانفتاح وتحرير الأسعار وتطبيق ذلك، نتيجة السياسات الليبرالية القائمة على الربح الريعي، وليس على الإنتاج، التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة، جرى تأجير العديد من المنشآت الحكومية والأملاك العامة بحجة الاستثمار، وشمل ذلك حتى الطرقات والحدائق والشطآن، لمصلحة قوى النهب والفساد وعلى حساب المواطن العادي والفقير.

وفي مدينة طرطوس قام مجلس المدينة بتأجير العديد من الحدائق العامة، كحديقة الباسل وحديقتي الطلائع والمنشية، وكذلك شاطئ الكورنيش البحري وغيره، لبعض المستثمرين المدعومين المرتبطين بقوى الفساد، بأسعارٍ زهيدة، بحجة إيجاد مصادر تمويل وغير ذلك من الحجج الواهية التي لا تنطلي على أحد.

جولةٌ ميدانية

من خلال المتابعة المستمرة لحاجات المواطنين ومطالبهم، ونتيجة الشكاوى العديدة لها، قامت «قاسيون» بجولةٍ ميدانية في هذه الحدائق وفي الكورنيش، ورصدت ذلك والتقت بالعديد من المواطنين، وقد تبيّن من خلال هذه الجولة مدى النهب والاستغلال وارتفاع الأسعار والفروق الكبيرة بينها وبين أسعار المواد حتى داخل المدينة، وكذلك غياب الرقابة التموينية والمحاسبة.. وقد شمل هذا النهب المواطنين من أبناء طرطوس والمهجرين إليها من حلب وحمص وحماة ودير الزور والرقة والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف إن لم نقل المئات، والذين باتوا مع المواطنين من أبناء طرطوس يحتاجون للمساعدة والإغاثة.

وفي هذا السياق قالت «أم أحمد»، وهي من أهالي حلب، «هناك استغلالٌ فظيع من قبل تجار الأزمة، وخاصةً للمهجرين الذين يفترشون الأرض ويعيشون مأساتهم، في محافظةٍ آمنة، حيث لا رقابة ولا حسّ وطنياً اتجاهنا ونحن لا نجد قوتنا اليومي».

أما «أبو ربيع»، وهو من أهالي طرطوس، فقد كان يتلاسن مع مستثمر، فسألناه عن السبب قال «تصوروا أن هذا المستثمر رأسماله طاولة وكراسي وثلاجة فقط، ثمن 6 علب كولا وفنجان قهوة ونرجيلة 1850 ليرة..!». وطالب بتدخل الجهات المعنية لحماية المستهلك من سماسرة الأزمة.

وبدوره تحدث «أبو أحمد»، أحد سكان مدينة طرطوس، عن معاناة الأهالي مع التجاوزات المرتكبة وغياب الرقابة قائلاً «الكورنيش البحري مُلك للمواطنين، كيف يقوم مجلس المدينة بتأجيره للمستثمرين..؟ لقد أصبحنا نحلم بالبحر ونحن بجانبه!». وطالب بأن يكون الكورنيش مفتوحاً للسياحة الشعبية المجانية.

مطالب محقة

و«قاسيون» إذ تنشر معاناة المواطنين من أبناء طرطوس والمهجرين إليها، وتنقل مطالبهم وأولها إعادة أملاك الشعب للشعب وإلغاء استثمارها وفتحها للمواطنين وتقديم الخدمات بأسعار مناسبة لأوضاعهم ودخولهم وخاصةً في ظل الأزمة الحالية ومحاسبة تجار الأزمة وفرض رقابة تموينية وشعبية على الأسعار للمحافظة على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كلّ اعتبار.