دير الزور.. الوضع يتأزم والقلق يتفاقم!

دير الزور.. الوضع يتأزم والقلق يتفاقم!

تصاعدت الاشتباكات الدامية مؤخراً في أحياء مدينة دير الزور المتوترة، وخاصةً في (الصناعة- الجبيلة- الحويقة- الرشدية) وحي الحميدية، الذي حدثت فيه مجزرة راح ضحيتها ثمانية من المدنيين الأبرياء والفقراء.

وكذلك اشتدت الاشتباكات على أطراف مطار دير الزور وقرية «الجفرة» المجاورة، في محاولات لكسر التوازن القائم، والتهديد بقصف الأحياء التي تحت سيطرة الدولة، وتنفيذ ذلك بسقوط قذائف هاون في حيي (الجورة- والقصور) وذهب ضحيتها ثلاثة من المدنيين بينهم طفل، اللذين باتا يضيقان جداً بسبب كثافة النازحين إليهما من ريف دير الزور، أو من محافظة الرقة مما اضطر مديرية التربية لأن تقيم الامتحانات الإعدادية والثانوية على فوجين صباحي ومسائي.

الحرب بين «التكفيريين» 

يستمر القتال المباشر، بين المجموعات التكفيرية، «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» ومن يدعمهما من جهة، وبين «داعش» ومن يؤيدها من العشائر من جهةٍ أخرى، وذلك بمختلف صنوف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وخاصةً في الريف الشرقي كمدينة «البصيرة» وقرى (جديد بكارة- جديد عكيدات قرب بلدة الشحيل المعقل الأساسي لـ«جبهة النصرة»)، وقرى (الصبحة- بريهة- والتوامية) المجاورة لها.

إضافة للاغتيالات والتصفيات والسيارات المتفجرة كما حدث في بلدة «السيال» قرب البوكمال بإطلاق النار على سيارة قتل فيها أربعة مواطنين، مع تنفيذ ما سبق التهديد به من قبل «داعش» وهو حرق المحاصيل الزراعية، وقطعها للطرقات.

وترافق ذلك مع ازدياد تهجير المواطنين الأبرياء وأسرهم بعشرات الآلاف نتيجة ذلك والخوف والرعب الذي ولده القتال بسبب قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث بما يتنافى مع أي قيم دينية أو أخلاقية، والتي تبقى أياماً في العراء وتنهشها الكلاب. 

ويرافق ذلك أيضاً توقف ضخ النفط والغاز المتصارع عليهما، وما ينتج عنه من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي وبالتالي الماء وندرة توفر الغذاء..!

أمراض الجائحة تفتك

إضافة للأمراض التي ذكرت في أعداد سابقة كالسرطان والسل والتهاب الكبد الوبائي والأمراض الصدرية وغيرها الناجمة عن تراجع الخدمات عموماً والصحية خصوصاً وانعدامها في الكثير من المناطق.. انتشرت في الفترة الأخيرة جائحتا الحمى التيفية (التيفوئيد) والحمى المالطية، بسبب انعدام المياه الصحية وتوقف محطات المعالجة لانقطاع الكهرباء وعدم وجود المواد المعقمة كالكلور، والإصابات اليومية تقدر بالمئات مع احتمال تزايد نسبتها أضعافاً نتيجة عدم توفر الأدوية العلاجية واستمرار تلوث المياه.. وخاصةً بعد قيام تركيا بقطع مياه نهر الفرات ووشوك جفافه، وقد اضطر الأهالي في العديد من القرى لجمع مبالغ لشراء «الكلور» وبعض مواد التعقيم الأخرى والأدوية.

قطع الرواتب وانعدام الثقة

وفيما تتصاعد أعمال العنف اتجاه المواطنين، تتصاعد أيضاً الإجراءات التعسفية المتخذة من الحكومة بقطع رواتب الموظفين والعاملين، وإلزامهم بالحضور لتسوية أوضاعهم رغم الأخطار المحيطة بهم من كل جانب وتعرضهم للموت في أيّ لحظةٍ على الطرقات أو الخطف والقتل من المسلحين، وكذلك خوفهم من الاعتقال التعسفي.

 نريد حلاً..!

بات مطلب الغالبية العظمى من المواطنين، حلاً ينقذ حياتهم ويوقف العنف والموت والقتل والخراب والتدمير، حلاً ينهي مأساتهم ولا يحسبهم على هذا الطرف أو ذاك..