طلاب الجامعات يعانون من الأزمة ويناشدون التعليم العالي لإنصافهم

طلاب الجامعات يعانون من الأزمة ويناشدون التعليم العالي لإنصافهم

كثفت الأحداث الحاصلة في سورية على مدى سنتين الحمل والأعباء على الطلاب بمختلف مراحل التعليم، وكانت سبباً في خروج عدد كبير منهم من قاعات الدارسة أو تأخر في مستوى التقدم وموعد التخرج لفئة أخرى.

ومما لا شك فيه أن طلاب المرحلة الجامعية كانوا الأشد تأثراً نظراً لحساسية هذه المرحلة وأهميتها في بناء مستقبل الجيل الشاب، إضافة لكونها تشكل عبئاً مادياً غير قليل على كثير من العائلات التي ترسل أولادها للجامعات في المحافظات الأخرى..

وفي فترة الامتحانات، تتعالى أصوات المطالبين من وزارة التعليم العالي باتخاذ قرارات تعوض أو تخفف من الضرر اللاحق بالطلاب، سواء بالسماح لهم بتغيير مكان تقديم الامتحان أو قرارات تخص الترفع الإداري والالتحاق بالدوام وغيرها من أمور تيسر ولو جزئياً أمور الطلاب وتحول دون خروجهم من صفوف العلم.

المساواة بين أنظمة التعليم

وتقول سلمى الطالبة بالتعليم المفتوح في كلية الحقوق بجامعة حلب إن «تخرجي متوقف على تقديم مادة وحيدة، ولم أتمكن من تقديمها في دورتين متتاليتين بسبب الأوضاع وخطورة السفر إلى حلب، والوضع ما زال على حاله في الدورة الامتحانية الحالية».

وتابعت سلمى متوقعة عدم قدرتها على تقديم الامتحان قائلة «لا نعلم لماذا لم يتم التعامل مع طلاب التعليم المفتوح مثل التعليم النظامي، والسماح لهم بتقديم امتحاناتهم في جامعات أخرى».

انقطاع الاتصالات والكهرباء

أما طارق طالب في الجامعة الافتراضية فتحدث عن مشكلته مع شبكة الانترنت، وقال «اسكن في منطقة جديدة عرطوز، حيث نعاني من انقطاع الاتصالات بشكل متواصل أو لفترات طويلة، ما جعل من إمكانية الحصول على المحاضرات لتقديم امتحاناتنا أشبه بالمستحيل».

وتساءل طارق عن عدم الاهتمام بتسوية أوضاع طلاب التعليم الافتراضي أسوة بطلاب التعليم النظامي متشائماً بأن مصيره هذا العام سيكون الرسوب، نظراً لارتباط حل مشكلة الاتصالات بحل الأزمة بشكل عام.

طرقات مقطوعة وضغط في وحدات السكن

ومن جهته وصف محمد طالب طب بشري في جامعة تشرين وضع السكن في الوحدات الطلابية بالمزري، وقال « نعاني من مشكلة السكن في المدينة الجامعية بسبب توافد أعداد كبيرة من الطلاب من جامعات أخرى إلى جامعة تشرين، كون المنطقة أكثر استقراراً من المناطق الأخرى».

وأضاف محمد إن «عدداً كبيراً من الطلاب استقر بالسكن الجامعي لفترات طويلة لعدم قدرتهم على دفع أجار بيوت مستقلة، حتى وصل الحال بنا إلى جمع طلاب من أربع وحدات سكنية في وحدة واحدة، وأصبح عدد المقيمين في الغرفة ستة طلاب، رغم أننا فروع علمية ولا يجب أن يتعدى عدد المقيمين معاً ثلاثة طلاب»، منوهاً إلى أن «وزارة التعليم العالي لم تتجاوب مع الشكاوى ولم تقم بأي إجراء لحل المشكلة».

فيما وصف جلال زميل محمد في الجامعة، مشكلته في الوصول للجامعة، بقوله «أنا من بانياس، وواجهت خلال العام صعوبات يومية في الوصول إلى الجامعة بسبب خطورة الطريق وقلة المازوت، وبالتالي قلة المواصلات وتحكم سائقي الباصات بنا».

قرارات وزارية مراعاة لظروف الطلاب

ومن جانبها، أصدرت وزارة التعليم العالي عدداً من القرارات مراعاة لأوضاع الطلاب في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها سورية، وعلماً منها أن الطلاب ليسوا بمعزل عن الأحداث، خاصة وأن كثيراً من العائلات فقدت مساكنها ومصدر رزقها، أو تهجرت هرباً من الموت والعنف، إضافة لانقطاع الكثير من الطرقات الرئيسية بين المحافظات، وتوقف الدوام في عدد من الكليات لأسباب مختلفة..

وعلى سبيل المثال، أصدرت وزارة التعليم العالي قراراً لتسوية أوضاع طلاب كلية الزراعة الثانية في جامعة حلب/فرع ادلب، وذلك باعتماد علامة الامتحان النظري للمقرر الذي تقدموا به على أساس العلامة من (100) وتثقيل العلامة لمكافأة نقص علامة العملي، بشرط أن يتقدموا إلى امتحان العملي لاحقاً في الموعد الذي تحدده الجامعة، وتكون نتيجته فيه ناجحاً أو راسباً ولا يتخرج من كليته إلا بعد تقديم هذا الامتحان.

وحددت مراكز إجراء الامتحان الطبي الموحد في كليات جامعات (دمشق وحلب وتشرين والبعث) والسماح لطلاب جامعات حلب والبعث والفرات والجامعات الخاصة باختيار الكلية التي سيتقدمون فيها للامتحان، من خلال طلب يقدم إلى إحدى كليات الطب في جامعات (دمشق وحلب وتشرين والبعث) ضمن المواعيد المحددة في الإعلان، والسماح لطلاب جامعة الفرات والجامعات الخاصة بالتقدم إلى امتحانات المقابلات السريرية في الجامعات الحكومية السورية، بعد التنسيق بين جامعاتهم الأصلية مع الكليات المعنية.

كما سمحت لطلاب المعاهد المتوسطة التابعة لمختلف وزارات الدولة والخاضعة لإشراف المجلس الأعلى للمعاهد المتوسطة في محافظات (حلب- دير الزور- إدلب- الرقة- الحسكة)، بالدوام في المعاهد المماثلة الموجودة في بقية المحافظات.

في حين صدر المرسوم رقم 346 القاضي بنقل الطالب من سنة إلى أخرى استثناءً إذا كان يحمل (8)  مقررات على الأكثر من مختلف سني الدراسة للعام 2011-2012.

وكانت وزارة التعليم العالي خلال العام الماضي، أصدرت قراراً في شهر تموز بتأجيل امتحانات التعليم النظامي والمفتوح في الجامعة ومعاهدها التقانية، وامتحانات طلبة جامعة البعث وفرع إدلب بجامعة حلب الذين يتقدمون بامتحاناتهم في دمشق وريفها إلى موعد يحدد لاحقا.

ومؤخراً، وبسبب سوء الأحوال الجوية وانقطاع الطرق بسبب الثلوج، أعلنت وزارتا التربية والتعليم العالي تأجيل الامتحانات المقررة بتاريخ الخميس 10/1/2013، على أن يحدد موعد لاحق لتقديم الامتحانات المؤجلة.

وعلى أهمية محاولات وزارة التعليم العالي بتخفيف الضغط على الطلبة أحياناً، إلا أنها تبقى معالجة جزئية، و تأثير الأزمة على هذا القطاع المنهك أصلاً تؤكد وللمرة الألف أن الحل الحقيقي للأزمات القطاعية يكمن في الحل السياسي.