حتى في الأزمات.. المحسوبيات مستمرة!
هناك الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطنون، ولكن هناك أولويات في هذه المشاكل، فالأولوية اليوم لمشاكل الغاز التي يعجز القلم عن وصفها وقد أصبحت حديث المواطنين الكبير منهم والصغير، فما اجتمع اثنان إلا وكان للغاز في حديثهما نصيب منذ البداية: «كيفك؟ انشالله عندك غاز؟ وشو صار معك.. طلعلك جرة؟».. ومن هذه القصص الصغيرة سأكتب عن حادثة وقعت مع أحد المواطنين، والقصة هي كالتالي:
جرت الأحداث- وتجري- في قرية صغيرة تابعة لمنطقة صافيتا/ بلدية الجروية، اسم القرية رويسة حمدان..
منذ عشرة أيام، كان المواطن جابر سليمان في منزله كالعادة، وعند الساعة الخامسة عصراً سمع عن وصول السيارة المحملة بأسطوانات الغاز إلى القرية، عندها نهض المواطن حاملاً جرته الفارغة ومتجهاً إلى مكان التوزيع المعتاد طامعاً بتبديلها، وعندما وصل إلى السيارة قالوا له: انتظر دورك!.
انتظر المواطن دوره كالعادة، انتظر مراقباً لما يجري، وفي فترة الانتظار توارد الى السيارة عدد من المواطنين، ونجحوا باستبدال جرارهم، وكان اللافت للنظر أنهم اخذوا أكثر من جرة واحدة، وفي غير دورهم، هنا انزعج المواطن المذكور وسأل أمين فرقة حزب البعث المسؤول عن التوزيع: «ليش غيري عم ياخد الغاز مو بدوره؟ وليش عم ياخد أكثر من حصتو؟».. فأجابه الأمين: «جكارة فيك»!.
هنا المواطن لم يعجبه ردة الفعل من الأمين، والتي تظهر نوعاً من الظلم والقهر له، فحصلت مشادة كلامية تبادل فيها الطرفان الشتائم والسباب، فما كان من أمين الفرقة الحزبية ومختار القرية (ابن أخ أمين الفرقة) إلا وقاما بضرب المواطن وتقطيع ملابسه، وبالإضافة لكل هذا تم الاتصال بدورية أمنية، وتم تسوية الأمر.. ثم وبعد انتهاء «العلقة» حصل المواطن على الجرة!!
وللعلم، فإن عدد الجرات الواردة في هذا اليوم الى القرية بلغ 100 جرة، وتم توزيع 56 جرة فقط، هنا قال المواطن: أنا سوف اشتكي! فرد عليه أمين الفرقة والمختار: روح خر.........!!.
اشتكى المواطن لشعبة الحزب بصافيتا، فرد عليه الموظف هناك: هذا ليس عملي!..
ذهب المواطن الى مكتب جريدة «البعث» فكان الجواب: مابيطلع بإيدنا شي.. مين بدنا نحاسب لنحاسب؟!.
وللعلم أيضاً، فإن المحافظ لا يستقبل المواطنين في أي وقت!.
ومن المؤكد حسب شهود، أن أسطوانات الغاز تباع للمقاصف والسيارات التي تعتمد في سيرها على الغاز، ومنهم أولاد أخ أمين الفرقة.
هذه إحدى المشاكل التي يعاني منها المواطن الفقير، فهل ستلقى الشكوى لدى المسؤولين آذاناَ صاغية؟!
إن هذا المواطن.. وغيره على امتداد الوطن يألمون اليوم.. ويأملون الانتهاء من المحسوبيات على طريق الإصلاح الحقيقي، فهل من مجيب؟!