حارة المزار في حي أبي عابد بدير الزور خارج التغطية

حارة المزار في حي أبي عابد بدير الزور خارج التغطية

حارة المزار في حي «أبو عابد» الذي يقع وسط مدينة دير الزور، حارة متفرعة عن شارع (ستة إلاّ ربع) بالتسمية الشعبية، وهو شارع تجاري وسياحي كما الحمراء أو الصالحية في دمشق، وقد استُبدلت خطوط مياهه، وتم تبليطه بالأنترلوك مع تفرعاته منذ فترة طويلة، باستثناء هذه الحارة التي لا باب لها، وليس لها (عكيد) على ما يبدو. وقد تقدم أهالي الحارة بمعروضين الأول موجه لمؤسسة المياه لاستبدال خط المياه المهترئ والذي أُصلح أكثر من ست مرات، والثاني لرئيس مجلس المدينة لتزفيتها على الأقل، وذلك منذ تاريخ 6/9/2009. ناهيك عن الأوساخ المنتشرة والمتراكمة، ومخالفة المخطط التنظيمي الذي يوجد به شارع من الجهة الجنوبية الغربية ويصلها بشارع مديرية التربية والذي أغلق دون أن يدري أحد كيف ولماذا؟

 

وبعد لأيٍ قامت مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي باستبدال الخط، لكن المتعهد المنفذ لا يخاف الله ولا الحكومة، وبالطبع نفذه بأحجامٍ ومقاسات مختلفة وقريباً من سطح الأرض وما زال مكشوفاً، ووضع حجارةً فوقه وتركه دون إنهاء. وتحولت الحفر التي أنشأها هنا وهناك إلى تجمعات للنفايات والمياه الآسنة، أما التزفيت فقد كان نسياً منسياً، والحارة تغزوها الرياح فتثير الأتربة والغبار وكأنها أطلال صحراوية عفى عليها الدهر،مع أنها في وسط المدينة!

توجه بعض الأهالي إلى مراسل «قاسيون» حاملين معهم المعروضَين والصور الموثقة التي تبين معاناتهم، يطلبون مساندتها لهم ونقل معاناتهم وتعرية الفساد. وفي الزيارة الميدانية تبين أن الواقع أكثر مأساوية، لذا نتوجه إلى محافظ دير الزور لإعادة الأمور إلى نصابها، ومحاسبة المسؤولين والفاسدين، وإعادة تنفيذ الخط بحجم مناسب لحاجة المواطنين، وفتح الشارع المغلق الذي يخدم عدداً كبيراً من المواطنين، وتبليطه أسوةً بغيره.

هذا نداء لمن يحرص على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار بنظرنا ونظر كل الشرفاء، أم ينتظر المواطنون عاماً آخر لعل معجزة تحقق لهم مطالبهم؟!

وتجمُّع «الشهابات» أيضاً على الوعد يا كمون!

في الإطار نفسه اشتكى لـ«قاسيون» عدد من أهالي تجمع «الشهابات» في ضاحية الحسينية التابعة لمدينة دير الزور، والذي يبلغ عددهم حوالي ألف مواطن، من العطش واضطرارهم لشراء الماء من الصهاريج، بمن فيهم المدرسة التي تضم أطفالهم، رغم قربهم من النهر ومن بعض المنشآت الصناعية والمعامل. وقد سبق أن تقدموا بشكاوى إلى العديد من الجهات المحلية والمركزية بما فيهم وزير الإسكان لكن لا حياة لمن تنادي. والمدهش أنّ شبكة الأنابيب موجودة والخزان موجود، وإدارات مؤسسة مياه دير الزور القديمة كانت «مطنشة» والإدارة الحالية تكتفي بالوعود، و«على الوعد يا كمون» كما يقول المثل الشعبي، ويبدو أن كرامة الوطن والمواطن هي آخر ما يفكر فيها المسؤولون الكبار، والصغار أيضاً، هذا إذا فكروا!