السالب والموجب في أداء شركة النقل الداخلي بحلب
ثمة خطوة إيجابية تحسب للشركة العامة للنقل الداخلي في حلب، حيث قامت مؤخراً بتخديم خط الهلك، خصوصاً وأنها قد سُبقت بخطوة لا تقل إيجابية حين تم تخديم خط الدائري الجنوبي بصورة حسنة..
هاتان الخطوتان تمضيان في الطريق الصحيح، وتؤشران إلى أنه يمكن لأية مؤسسة من مؤسسات القطاع العام أن تعود بفاعلية وقوة إلى الساحة الاقتصادية والخدمية لو توفرت الإرادة اللازمة لإدارتها..
إننا إذ نبارك ما جرى، نأمل من الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب أن تستمر في مثل هذا النهج الذي أول من سيستفيد منه هو الشركة نفسها.. خصوصاً وأنه يحقق لها مرابح جيدة رغم أنها شركة خدمية وليست ربحية.
لكن مع التطرق إلى الناحية الإيجابية في عمل الشركة، لا بد من عدم غض الطرف عن النواحي السلبية فهي عديدة، منها إيقاف الحافلات التي كانت تعمل على تخديم خط المنشية- الشيخ خضر، رغم أن القائمين على الشركة يعلمون تماماً أنه لا توجد سرافيس تعمل على تخديم هذا الخط ولا حافلات تابعة للقطاع الخاص، لذا نأمل من الشركة أن تراعي أحوال ساكني هذه المنطقة، وهي تعلم علم اليقين أنهم من أصحاب الدخل المحدود.
أما النقطة السلبية الهامة الأخرى هي ما نشاهده في بعض الشوارع، ولا أقول الساحات، لأن الشوارع تبقى أضيق وأصغر من الساحة، وهو وقوف رتل طويل أو أكثر من الحافلات التي تخدم بعض الخطوط، وهذا التوقف يعرقل السير وينثر سموم الغازات الناتجة عن استمرار عمل المحركات التي تنفث الغازات السامة.. كما أن العاملين على هذه الحافلات يسيئون إلى المرافق العامة المصطفين أمامها، ومثال ذلك الحافلات التي تعمل على خط باب الحديد السجن المركزي، حيث تصطف هذه الحافلات أمام مدخل المسجد الذي تقام بجانبه المراحيض العامة، فيسيئون استخدام هذه المرافق، إن كان من ناحية إغراق باحة المسجد بالماء الذي يأخذونه من المبردات الموجودة داخل المسجد، أو بالنسبة لما يتركونه من أوساخ وأقذار في المراحيض العامة.
أما بالنسبة للحافلات التي تعمل على خط النيرب، فهي تقف أمام ثانوية المعري معرقلة للسير، قبالة موقف للباصات مما يضطر الحافلة التي تعمل على خط هنانو ـ طريق الباب ـ الهلك ـ الحيدرية أن تقف في وسط الشارع لينزل منها الركاب، فيعرضون أنفسهم للخطر من السيارات التي لا يرونها أو لا يتوقع سائقوها وجودهم..
وربما الأكثر سوءاًً هو أن العاملين على هذه الحافلات يقفزون من فوق سور المدرسة للدخول إلى المدرسة واستعمال المراحيض الموجودة داخل المدرسة، كذلك فإن بعضهم يعمد إلى استخدام كهرباء المدرسة في صنع الشاي والقهوة، وهذا أدى إلى أضعاف الأسلاك الكهربائية مما ساعد على نشوب حريق داخل المدرسة نتيجة تماس كهربائي.. وكذلك تجمع المراقبين أمام باب المدرسة واضعين الكراسي على الرصيف واستعمالهم النرجيلة وكأنهم جالسون في مقهى.
وها هو العام الدراسي بدأ، وبدل أن يتنفس الطلاب في صفوفهم الهواء الجيد سيتنفسون غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من هذه الحافلات.
والنقطة الأخرى وليست الأخيرة، تتلخص بعدم مشاركة أو حض الجهات المسؤولة في المحافظة على تخفيض قيمة التذكرة بنسبة /20%/ بحسب توجيهات وزارة الاقتصاد، التي طالبت السادة المحافظين والمكاتب التنفيذية وجهات أخرى بالعمل على تخفيض قيمة التذكرة /20%/ بعد أن تم تعديل سعر ليتر المازوت. وفي استطلاع أجرته قاسيون عن درجة الخدمات التي يؤديها مشغلو النقل الداخلي في حلب، تبين أن الشركة العامة للنقل الداخلي في حلب جاءت في المركز الأول، وخط هنانو في الدرجة الثانية، ومؤسسة الوطن التي تشغل خط الدائري الشمالي جاءت في الترتيب الثالث. كما تبين أن مؤسسة الكدرو التي تشغل طريق الباب جاءت الأسوأ بين الخطوط، ويأتي بعدها خط ميسر الجزماتي، وخط السكري، لذا يرجى المتابعة والعمل على تحسين هذه الخطوط بما يتماشى مع خدمة المواطنين كبشر لهم كامل الحقوق الإنسانية.