البوكمال ... لا طحين، لا مازوت، لا اتصالات!!
تعاني مدينة «البوكمال»، التي يبلغ عدد سكانها سبعمائة وخمسين ألف نسمة مع ريفها، كغيرها من المناطق السورية من نقص حاد لمادة الطحين، وقلة مخصصاتها من الخبز
كما تشكو نقصاً في مادة المازوت، حيث تصلها هذه المواد بفترات متباعدة جداً وبكميات محدودة لا تفي حاجة الأهالي ومعاناتهم المعيشية اليومية في تأمين لقمة العيش، مما يشكل عامل ضغط إضافي لسكان هذه المنطقة وعامل احتقان وتوتر، و فوق ذلك حرمانها من الاتصالات الأرضية والخليوية منذ أكثر من سنة، فما علاقة هذا «الحصار» بكل ما يجري؟
في هذه المدينة التي عانت، كغيرها من المناطق العديدة في المحافظات السورية، من السياسات الاقتصادية ـــ الاجتماعية الكارثية التي مورست من الحكومات المتعاقبة في البلد، يأتي انفجار الأزمة السياسية الشاملة في البلاد ليزيد في تهميشها أكثر من قبل على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والخدمية، فهي الآن تعيش حالة «حصار مزدوج» من طرفي الصراع المسلح (متشددي النظام والمعارضة المسلحة).
نعود ونكرر القول إن الحلول العنفية حيثما حلت عقدت الموقف أكثر فأكثر، ولا يعقل أن يؤخذ الأهالي بجريرة انتماء بعض من حمل السلاح إلى هذه المدينة أو تلك، ولا سيما أن أغلبية أهل هذه المناطق عبروا عن رفضهم للتسلح أكثر من مرة.