نداء من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير: الوطن في خطر..
أيها الشعب السوري العظيم.. أيها الوطنيون الشرفاء في جهاز الدولة وفي المجتمع وفي المغتربات..
تؤكد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أن قرار الجامعة العربية بتعليق مشاركة وفود سورية في اجتماعات مجلس الجامعة والمنظمات التابعة لها، وفرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على بلدنا وسحب السفراء العرب منها، ودعوة المعارضة إلى القاهرة لتحدد موقفها من «المرحلة الانتقالية» حتى يقرر مجلس الجامعة موقفه من الاعتراف بها... ما هو إلا برهان جديد على أن هذه الجامعة بمعظم أعضائها، هي مجرد مطية للتحالف الامبريالي – الصهيوني..
لذلك فإننا في الجبهة، لم نبد أي تفاؤل بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة يوم 16102011، والإعلان عن «دعوة السلطة وأطياف المعارضة في سورية لتنظيم حوار بينهما في مقر الجامعة العربية في غضون خمسة عشر يوماً».. واشترطنا حينها أن تكون دمشق - عاصمة الوطن - المكان الوحيد الحاضن للحوار الوطني المركزي الشامل، مؤكدين أنه يجب أن تتشارك في هذا الحوار ثلاثة أطراف وهي: النظام، والمعارضة الوطنية الحقيقية، والحركة الشعبية، بخلاف ما جاء في اقتراح الجامعة العربية.. كما أكدنا على ما جاء في البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، الذي قال حرفياً: «التأكيد مجدداً على الموقف العربي المطالب بالوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفادياً لسقوط مزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظاً على السلم الأهلي والحفاظ على المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري».
إن موافقة سورية على المبادرة العربية، أزعجت التحالف الامبريالي – الصهيوني – الرجعي العربي، وأخرجت المتحالفين عن صوابهم، ما دعا «المعلم الأمريكي» إلى التدخل المفضوح والسافر بدعوة المسلحين إلى عدم إلقاء سلاحهم، ليكشف بذلك اللثام عما يُعد لسورية ولشعبها من مخططات آثمة تهدد وحدتها وسيادتها..
والآن وبعد هذا التصعيد الخطير، نؤكد أننا لا نزال مع أن تلتزم سورية ببنود المبادرة العربية، حتى بعد أن تخلت عنها الجامعة العربية، قطعاً للطريق على كل محاولات التدخل الخارجي، على أن تطالب سورية الدول التي وقفت صراحةً بوجه مشروع القرار الأمريكي - الأوروبي في مجلس الأمن ضد سورية، وتحديداً مجموعة دول البريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا) بالإشراف على تنفيذ بنودها.
وفي هذا الإطار فإن الجبهة ترى أن برنامجها بشأن الوضع الداخلي الذي أقرته في مؤتمرها الأول هو السبيل لحل الأزمة، فتنفيذه يهيئ كل الظروف للدفاع عن الوطن، لأنه في جوهره يحقق انفراجاً داخلياً ويقوّي اللحمة الوطنية، كونه يدعو للتوجه نحو الشعب، واستئصال الفساد مهما كان لبوسه، والتصدي الحاسم لكل من يمارس العنف مهما كانت مبرراته أو موقعه، وعزل المسلحين ومحاسبة كل من تلوثت يداه بدم السوريين.
أيها السوريون الشرفاء..
إن الوقت يضيق بشدة، وإن الوطن، دولة وشعباً وجيشاً، أصبح في مواجهة خطر داهم يتهدد جدياً استقلاله وأمنه وسيادته ووحدته الوطنية، ولا سبيل لمواجهته إلا بمصالحة وطنية حقيقية تحشد القوى وتوحّد الجهود باتجاه صد الهجوم الامبريالي – الصهيوني – الرجعي العربي، الساعي إلى تفتيت البلاد وتمزيقها، وضرب خيار المقاومة الشاملة لدى شعوب المنطقة ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني.
دمشق 13/11/2011
مجلس رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير