شوارع دير الزور في بازار الاستثمار..!
معاملنا وعمالنا معروضون للبيع باسم الخصخصة والاستثمار..
أراضينا استبيحت وتحولت إلى أطلال.. وفلاحونا شردوا منها برفع الدعم وتحرير الأسعار..
شواطئنا ..حدائقنا.. غاباتنا ..جزرنا النهرية .. أملاكنا العامة.. كلها معروضة في البازار..
وآخر الأخبار، شوارع دير الزور في بازار الاستثمار..
لا يكفي المواطن معاناته في الحصول على الحد الأدنى من لقمة العيش..ولا يكفيه أنه حُرم من الدفء..ولم يبق له إلاّ البقايا من السكن والتعليم والصحة..
لا يكفيه أنه محروم من السير على الأرصفة، والسير في الشوارع المحفرة والقذرة.. وإنما بات الآن ممنوع عليه حتى الوقوف لالتقاط الأنفاس والنزول من السيارة..أو شراء حاجةٍ.. أو إنزال مريض من أبنائه.. أو التوقف أمام منزله أو مكان عمله للحصول على رزقه.. فالشوارع الرئيسة أصبحت مستثمرة.. والساعة بعشرين ليرة فقط لا غير يا أهالي الدير..
فماذا يفعل المستثمر وما هو الجهد الذي يبذله ليحصل على هذه المبالغ..؟ لا شيء..!
ببساطة.. إنه يدفع القليل ليشتري حقوقنا من الفاسدين ويعود ليبيعنا إياها بأسعار عالية..
يقول المثل الشعبي: إن لم تستحِ فافعل ما تشاء.. وهذا ما قام به مجلس المدينة ممثلاً برئيسه بمنح شوارع دير الزور الرئيسة لمستثمرين.. على حساب المواطنين.. فلم يعد هناك شيء غير قابل للبيع في بازار الاستثمار.. وتحولت كل الأشياء إلى سلعة.. حتى مشاعرنا آلامنا.. أفراحنا ..أحزاننا.. كلها أصبحت سلعاً في سوق الليبراليين الجدد... من التجار والفاسدين..
والأنكى من ذلك هم من يبررون ذلك من المسؤولين عند مراجعتهم.
لم يبق أيها السادة إلاّ أن يبيعوا الوطن والمواطنين بالجملة وليس بالمفرق في صفقةٍ رخيصة.. لأنهم وضيعون ومن يهن يسهل الهوان عليه.. لكننا لن نستسلم فلا يزال هناك الكثير من الشرفاء في وطننا الحبيب سورية.