المتحلق الشمالي وطريق «الجنود»
وصلت إلى «قاسيون» الرسالة التالية من أحد المواطنين، ننشر نصها حرفياً.
بعد خروج أتستراد حرستا الواصل بين دمشق وحمص من الخدمة منذ سنوات، أصبح المتحلق الشمالي هو الطريق الدولي البديل. المشهد اليومي على هذا الطريق هو:
- أناس على جانبي الطريق ينتظرون من «يتحنن» عليهم ويوصلهم في طريقه، ذلك أنّ المواصلات التي تخدم الضواحي الواقعة على الطريق إمّا نادرة أو معدومة. وهذه الضواحي بالأخص هي: ضاحية البعث وضاحية حرنة والجزء الشمالي من منطقة معربا وضاحية جنود الأسد، (وضاحية الفردوس بشكل جزئي لوجود بعض باصات النقل الداخلي المكتظّة دوماً والمخصصة لها). بالإضافة إلى الثكنات العسكرية التي تقع مداخلها على مقربة من الطريق والتي لا يوجد أيّ خدمات مواصلات عامة تمرّ بمحاذاتها لتخدم العسكريين فيها.
- سيارات شاحنة وقلاب تحمل رمل وبحص وقطع اسمنتيّة «بلوك» وحديد، وهي غير مغطّاة ولا مؤمّنة بحسب ما يقتضي القانون. ورغم انتشار دوريات شرطة المرور بشكل مكثف على الطريق، فإنّهم يستطيعون رؤية سائقي السيارات الصغيرة وهم لا يرتدون أحزمة الأمان، ولكن لا يمكنهم رؤية هذه السيارات الشاحنة وهي تخالف القانون وتعرّض مستخدمي الطريق للخطر وتؤدي لتهالك مرفق الطريق بسرعة. ثمّ هنالك الطريق الواصل بين المتحلّق وبين مدينة دمشق عن طريق جسر مشروع دمر «جسر الشام الجديدة»، والمعروف اصطلاحاً بطريق «الجنود» لوقوع ضاحية جنود الأسد عليه.
يمكنك أن تتخيّل طريقاً باتجاهين عليه كثافة سيارات شديدة، وفوق كلّ هذا فإنّ ذات السيارات الشاحنة والقلابات غير المؤمنة تستخدم هذا الطريق أيضاً، وبشكل غير قانوني لأغلبها.
تشكّل القيادة عبر طريق «الجنود» مأساة محزنة لأصحاب السيارات على الأخص. فالطريق ذو الكثافة المرورية الشديدة هو طريق ضيّق باتجاهين، وأعمال الترقيع التي تمّت عليه بعد تمديدات الهاتف والكهرباء زادته سوءاً، وتجعل الحفر والتهدمات المنتشرة على طوله من زيارة دكاكين التصليح عملاً روتينياً كلّ شهر. ولا تقف الأمور عند هذا الحد، فالجهات المعنيّة وغير المعنية، وفي سياق محاولتها غير الناجحة والعبثيّة للتخفيف من السرعة عند المفارق الفرعيّة الكثيرة على الطريق وغير المنظمة كما يجب، تنشر على طوله عشرات (17 مطب، اثنان منها بلاستيكيّة نظاميّة فقط) المطبات والمحدبات غير النظامية وغير المدروسة والتي تشبه تلالاً من الأسفلت وليس موانع للسرعة، ممّا يجعل الرحلة اليومية لسائقي السيارات تشبه الدخول في مدينة ملاهي غير مسلية. هذا بالإضافة إلى أنّ السيارات الشاحنة والقلاب التي تحدثت عنها والتي تسهى عنها أعين شرطة المرور بشكل مستمر، تستخدم بدورها ذات الطريق، ممّا يجعل أمر رشفها للسيارات بالرمال والحصى، وخطورة انقلاب قطع البناء الإسمنتية «البلوك» على السيارات أمراً محتمل الحدوث في أيّ لحظة، ويومي الوقوع.
لم يتم إجراء أعمال صيانة حقيقية لهذا الطريق منذ أعوام كثيرة على العد، وهذا يجعله بالنظر إلى الكثافة المرورية عليه، أشبه بطريق زراعي منه بطريق دولي. ولا يبدو بأنّ هناك من يهتم.