بصراحة:«كل شي بيطلع»...وأجور العمال بتنزل؟!
جمعية الحلاقين تطالب برفع أجور الحلاقة إلى 2000 ل س، نقابة أطباء الأسنان تطالب برفع التسعيرة لأعضائها، الحكومة ترفع نسبة الضرائب على مواطنيها، التجار يطالبون بمزيد من الحرية والحصانة، لأجل زيادة أسعار مستورداتهم، المقترضون الكبار من المصارف يطالبون بإعادة جدولة قروضهم، الصناعيون يطالبون بتخفيض نسب الجمارك على مستورداتهم، ولكن السؤال هل عملت النقابات على زيادة أجور العمال؟
النقابات تقول للعمال لا زيادة للأجور، لأن الوطن يمر بظروف صعبة وأن الموارد الحكومية شحيحة مع أنها تؤكد بأن الأجور لا تكفي لبضعة أيام ولكن ما العمل؟ العمال هم حمالو الآسية والعذابات، والمطلوب منهم تحمل ظروف البلد الصعبة وشد أحزمتهم على بطونهم حتى الرمق الأخير وكأن الأزمة قد فصلت على مقاسهم، فهم أولى بحمل تبعاتها وما تبقى من ناهبين وفاسدين ومحتكرين وتجار حروب، وما تبقى من على شاكلتهم، الوطن بالنسبة لهم ما يستطيعون شفطه، وعندما تتوقف تلك العملية، الوطن لا يساوي عندهم أكثر من ثمن تذكرة طائرة يغادرون بها رحابه، إلى رحاب أخرى يمارسون فيها كل بغائهم الذي مارسوه بحقنا نحن الفقراء.
لا يوجد عند النقابات والحكومة جوابٌ على سؤالنا الذي طرحناه حول ما العمل؟ تجاه ما دبر ويدبر في العلن والسر للمصير الذي ينتظر ال90% من الشعب السوري ومنهم: العمال، وكل العاملين بأجر الذين يصرخون من شدة الكارثة التي أصيبوا بها تهجيراً وجوعاً وقتلاً وتعفيشاً وتدميراً لشقاء عمرهم.
لم تعد الكلمات مهما كانت صادقةً أن تصف الحال التي وصلنا إليها والوصف هنا ليس من أجل البكاء على حالنا، وإنما من أجل التفكير لتغيير حالنا التي وصلنا إليها والتي لن يغيرها سوانا نحن أصحاب الرقم ال90% لأن هذا الوطن لنا وهذه الأرض لنا وهذه الثروة التي ننتجها لنا، لابد لنا من الدفاع عنها، واستعادتها، أليس الصراع الدائر هو بين من يملك ومن لا يملك؟ فلنقرر خوض هذا الصراع إلى نهايته، وبهذا يكون الشعب قد قدم الإجابة على السؤال الكبير ما العمل؟ هل سنجرؤ؟ سنعيش ونرى...