بعد استنفاذ الاتجار بمأساتهم «اللاجئون السوريون» غُيّبوا!

بعد استنفاذ الاتجار بمأساتهم «اللاجئون السوريون» غُيّبوا!

تعب اللاجؤون السوريون وأجهدوا، وخاصة من يقيم منهم بالمخيمات الحدودية، قبل فصل الشتاء وهم يحاولون ترميم ما لا يمكن ترميمه في الخيام التي يسكنوها، ليذهب تعبهم وجهدهم أدراج الرياح مع أول عاصفة شتوية.

 

الزعتري- أطمة- الركبان- سليمان شاه- عرسال- وغيرها الكثير، أصبحت منسية ومغيبة عن الإعلام، وعمّن ادعى بأنه من المهتمين بواقعها الإنساني المأساوي، بعد أن كانت محط المتابعة في معترك البازارات السياسية.

ومع واقع نقص الغذاء وتدني الخدمات الصحية، تصبح انعكاسات الشتاء والبرد كارثية، وخاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، بسبب انتشار أمراض الشتاء، باللإضافة إلى عوامل النظافة التي تفتقر إليها هذه المخيمات.

مع بداية موسم الرياح والأمطار، غرقت المئات من الخيام في المياه بهذه المخيمات دون استثناء، كما اقتلعت الرياح الكثير منها، وتحولت أراضي المخيمات إلى مستنقعات موحلة.

وبظل عدم توفر مصادر التدفئة المناسبة، لجأ الكثير منهم إلى حرق ما توفر لهم من أخشاب وألبسة بالية وأكياس بلاستيكية وقمامة وغيرها، رغم علمهم بأخطار حرق هذه المواد على صحتهم وصحة أفراد أسرهم.

مئات الآلاف من اللاجئين في هذه المخيمات يتم تغييب كارثتهم الإنسانية عن وسائل الإعلام، بعد أن استنفذت القوى السياسية الفاعلة، محلياً وإقليمياً ودولياً، إمكانات الاستفادة منهم ومن مأساتهم، من أجل تحصيل مكسب سياسي هنا أو مكسب تمويلي مادي هناك، لتغدو بالنتيجة مأساة السوريين المعاشة منذ ستة أعوام عبارة عن أرقام، جرداء صماء، يتم تداولها في الأروقة الرسمية للدول وللمنظمات، أو عبر وسائل الإعلام، لتترجم لاحقاً فيما بين هؤلاء جميعاً، إما معركة لاستجداء التمويل، أو معركة لتحقيق مكاسب سياسية، وحتى عسكرية وأمنية، فيما يبقى السوريون بمعاناتهم اليومية، بتفاصيلها ودقائقها بعيدين عن حيز الاهتمام الفعلي والحقيقي.

معاناة اللاجئين من الشتاء وقسوة البرد، كما غيرها من أوجه المعاناة الأخرى، ليست وليدة اليوم ولا هذا الموسم الشتوي، ولسان حال السوريين المقيمين بهذه المخيمات يقول: جُلّ ما نريده، هو إنهاء هذه الحرب الكارثية التي دفعتنا للتشرد واللجوء، والمضي بالحل السياسي، كي نعود إلى بيوتنا وقرانا ومدننا لنعيش بكرامة.

مادة موسعة حول الموضوع في جريدة قاسيون: إضغط هنا