" مو الأسعار الغالية.. أنت وراتبك رخاص"!

" مو الأسعار الغالية.. أنت وراتبك رخاص"!

ارتفعت أسعار الألبسة الجاهزة في الأسواق مع بداية الموسم الشتوي بشكل مضاعف عن الموسم السابق تقريباً.

 

وهي على ذلك ليست بتناقض مع الارتفاعات التي طالت الأسعار عموماً، وخاصة خلال سني الحرب والأزمة، ولكن الشذوذ يظهر بشكل أكثر فجاجة عند المقارنات بالأسعار وهوامش الربح بين الأسواق والمحلات، التي لم يعد من الممكن للمواطن أن يتبينها لا من حيث الجودة ولا من حيث المواصفة، كما لم يعد بإمكانه أن يقتني ما يحتاجه فعلاً منها خلال المواسم المتعاقبة، نظراً لارتفاع أسعارها الكبير بالمقارنة مع معدلات الدخول المنخفضة، بما في ذلك الألبسة المستعملة والبالة أيضاً.

من المعلوم أن صناعة الألبسة الجاهزة السورية كانت في مرتبة متقدمة كمكمل للصناعات النسيجية في البلاد عموماً، والتي تعتبر من أقدم وأعرق الصناعات، وهذا ما جعلها بمرحلة سابقة منافسة على المستوى المحلي والاقليمي، وحتى الدولي، ومورد هام على مستوى مدخلات الدخل الوطني.

هذه الصناعة، كغيرها من الصناعات المحلية، تعرضت للكثير من الهزات والضربات الموجعة خلال العقود الأخيرة، ومن غير الصواب اختصار أزمتها وصعوباتها على مستوى ما تعرضت له خلال سنوات الحرب والأزمة فقط.

فقد بدأت الصعوبات ومعوقات العمل بهذه الصناعة تحديداً مع أشهر العسل مع تركيا والسوق الأوربية والانفتاح على المستوردات الصينية، عبر السياسات الحكومية الليبرالية المقرة والمتبعة، وقد أتت الحرب والأزمة والعقوبات الاقتصادية فيما بعد لتستكمل ما عجزت عنه تلك السياسات من مساعي لوأد لهذه الصناعة، كما غيرها من الصناعات الوطنية.

على ذلك فإن واقع السوق وتقلبه وانفلاته ليس إلا انعكاس مباشر لمجمل السياسات الحكومية الليبرالية المتبعة والتي أتت الحرب والأزمة لتزيد من فجاجتها وجورها، على مستوى الانتاج والاستهلاك، وبالتالي من أولى الأولويات هو القطع مع هذه السياسات التي أوقفت الانتاج وأضرت به، كما أفقرت البلاد والعباد.

مادة موسعة عن الموضوع في جريدة قاسيون: إضغط هنا

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 16:38