حي الوعر.. لا طفولة ولا عيد
استبشر أهالي حي الوعر بحمص خيراً بالإعلان عن نظام التهدئة لمدة 72 ساعة خلال أيام العيد، عسى يأمنون على أطفالهم خلال هذه الأيام، تعويضاً عن بعض طفولتهم المفقودة خلال سني الحرب والأزمة والحصار.
ولكن لم تدم فرحتهم، وسرعان ما تبددت أحلامهم، حيث لم يسلم الحي من القذائف المنهالة عليه، ولم تشهد شوارعه مظاهر العيد، ولا الإحساس بقدومه، ولتستمر الطفولة في دفع الضريبة.
يشار إلى أن حي الوعر الحمصي من الأحياء المحاصرة منذ فترة طويلة، حيث لا دخول ولا خروج إلّا بين فترات متباعدة وتحت شروط قاسية، ولا مواد غذائية ولا أدوية، بالإضافة إلى النقص بالخدمات العامة وتردي وضعها، وحتى عندما يتم السماح بدخول بعض المواد الغذائية أو عندما تصل للحي بعض المساعدات، فسرعان ما تقع بأيدي مستغلي الحرب والأزمة من تجار الحرب والمستفيدين من استمرارها داخل الحي، من المحسوبين على المسلحين وأتباعهم وأنصارهم، ليبقى سكان الحي تحت رحمة هؤلاء في عيشهم كما في أمنهم، ولتستمر معاناتهم بين فكي الكماشة من المستفيدين من واقع حصارهم على طرفي الصراع..