بديل الكهرباء مهدد.. ارتفاع 100% في سوق البطاريات
بعد أن أصبحت البطاريات الصغيرة أو الكبيرة، السائلة أو الجافة، جزءاً أساسياً من أي منزل في سورية، وأضحت «الليدات» الوسيلة الأهم في الاعتماد على الإضاءة، مع زيادة ساعات التقنين، ناهيك عن رفع الحكومة لأسعار الكهرباء، وارتفاع أسعار المحروقات التي تعمل بها مولدات الكهرباء. وتحكم تجار تلك البدائل في أسعار السوق نظراً لزيادة الإقبال عليها.
وقد شهدت أسعار البطاريات والليدات ارتفاعاً كبيراً في الأسواق، حتى باتت صعبة المنال بالنسبة للعديد من الأسر، خاصة وأن بعض تلك البطاريات عمرها قصير زمنياً، ويتراوح بين 6-7 أشهر، نظراً للاستخدام الطويل يومياً، الذي قد يصل إلى 16 ساعة، نتيجة زيادة ساعات التقنين، بينما يكون عمر «الليدات» أطول نسبياً، وقد يصل لثلاث سنوات.
بدون رقابة
لا تخضع سوق تلك الأدوات لأية رقابة، ففي جولة لـ«قاسيون» في سوق الكهرباء وسط دمشق، لوحظ وجود فروقات في الأسعار تصل لأكثر من 2000 ليرة سورية بين محل وآخر، بينما لوحظ وجود ارتفاع في الأسعار بنسبة 100% وخاصة للبطاريات، عند مقارنة الأسعار مع الشهر الحالي ذاته من العام الماضي.
وتراوح سعر البطارية (12 فولت/ 7.2 أمبير) فيتنامية المنشأ، مابين 6-7 آلاف ليرة، بينما كان سعرها بداية العام الماضي بين 2500 و3500 ليرة سورية، أي أنها ارتفعت بنسبة 100% عن العام الماضي.
وتراوح سعر البطارية (12فولت/ 7.2 أمبير)، صينية المنشأ، ما بين 3500 و4500، بينما كانت في العام الماضي حوالي 2000 ليرة فقط.
ووصل سعر الشاحن 3 أمبير، للبطاريات 7.5 أمبير إلى حوالي 2500 و3000 ليرة سورية حسب النوعية، بينما سجل الشاحن المخصص للبطاريات 100 أمبير سعراً وصل إلى 9 آلاف ليرة سورية.
وتبقى أغلب البطاريات والشواحن المذكورة أعلاه مخصصة لتشغيل «مساطر الليدات» وأجهزة «الراوتر» لساعات محددة من النهار، وكلما زادت استطاعة تلك البطاريات والشواحن يزداد سعرها، إضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار منشأ الصنع.
ارتفاع 100%
واتجه العديد من السوريين إلى البطاريات ذات الاستطاعات المرتفعة والتي تبدأ من 100 أمبير، نظراً لقدرتها على تشغيل التلفاز واليلدات وأجهزة الراوتر، إضافة الى استخدامها في شحن الهواتف النقالة وأجهزة اللابتوب في آن واحد ولساعات طويلة تمتد من 4 ساعات إلى 12 ساعة متواصلة.
وتحتاج هذه العملية لشراء جهاز «انفيرتر» يقوم بتحويل كهرباء البطارية إلى 220 فولت، أي كالتيار الكهربائي المنزلي، إضافة إلى شاحن يتناسب وقوة البطارية. وشهدت هذه البطاريات والشواحن ارتفاعاً في الأسعار بلغ أيضاً حوالي 100% عن العام الماضي، فقد تراوح سعر البطارية الجافة 100 أمبير، ذات المنشأ الفيتنامي، حوالي 55 ألف ليرة سورية، ما يعتبر سعراً مرتفعاً جداً مقارنة بالعام الماضي.
وتراوح سعر البطارية السائلة الكورية ما بين 27 و30 ألف ليرة سورية بينما كان العام الماضي ما بين 14 ألفاً و15 ألف ليرة سورية، بينما وصل سعر البطارية الكورية السائلة (150 أمبير)، إلى 47 ألف ليرة سورية، بزيادة حوالي 100% عن بداية العام الماضي، حيث كان سعرها يتراوح ما بين 22 و24 ألف.
وقد سجلت البطاريات العُمانية 150 أمبير سعراً قريباً من سعر الكورية، وتراوحت ما بين 43 ألف و45 ألف ليرة سورية، بينما كانت في العام الماضي حوالي 20 ألف ليرة سورية.
45 ألف!
وارتفعت أسعار البطاريات الوطنية محلية الصنع 100% أيضاً، ليصل سعر البطارية السائلة 150 أمبير إلى 27 ألف ليرة سورية، وتحتاج عملية الحصول عليها، إلى طلب مسبق والانتظار مدة يوم أو يومين، بحسب أحد محلات البيع في سوق الكهرباء.
وشهدت أسعار أجهزة الانفيرتر ارتفاعاً حوالي 75% عن بداية العام الماضي، فقد بلغ سعر انفيرتر 1000 واط حوالي 6000 ليرة بعدما كان العام الماضي 4000 ليرة، وانفيرتر 1500 واط 7500 بعدما كان 5500 ليرة.
أما «مساطر الليدات»، فقد شهدت ارتفاعاً وقدره حوالي 30% عن بداية العام الماضي، فقد تراوحت أسعارها ما بين 450 و700 ليرة سورية للمتر الواحد، بينما كانت بداية العام الماضي ما بين 300 و500 ليرة سورية.
وعلى هذا تبلغ تكلفة مترين من الليدات، مع بطارية 100 أمبير، وشاحن وانفيرتر، ما بين 40 و45 الف ليرة سورية، بينما كانت ما بين 20 و25 ألف في بداية العام الماضي.
النتيجة
إن استمرار سوء وضع الكهرباء، وازدياد ساعات التقنين، أدى إلى ازدهار هذه التجارة، واستغلال حاجة المواطن لأبعد الحدود، من قبل مستوردي هذه التجهيزات، كما من قبل تجارها الكبار والصغار، بعيداً عن أعين الرقابة، وعلى حساب جيب المواطن.