امتحانات الشهادتين النهائية اختبار أخير للمسؤولين في الحسكة

امتحانات الشهادتين النهائية اختبار أخير للمسؤولين في الحسكة

 

تجري مديرية التربية في محافظة الحسكة، استعداداتها النهائية، لإجراء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بكافة فروعها، والتي ستبدأ في 17 مايو/أيار الحالي، مع تعهدها بأن تكون العملية الامتحانية نزيهة ولا يشوبها الغش والفوضى اللذان رافقا امتحانات الأعوام الثلاث الماضية، لتغدو العملية الامتحانية اختباراً للطلاب والمسؤولين عن العملية الامتحانية في آن واحد.

تجري مديرية التربية في محافظة الحسكة، استعداداتها النهائية، لإجراء امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بكافة فروعها، والتي ستبدأ في 17 مايو/أيار الحالي، مع تعهدها بأن تكون العملية الامتحانية نزيهة ولا يشوبها الغش والفوضى اللذان رافقا امتحانات الأعوام الثلاث الماضية، لتغدو العملية الامتحانية اختباراً للطلاب والمسؤولين عن العملية الامتحانية في آن واحد.

وقالت مديرية التربية الأسبوع الماضي، إنها اتخذت مجموعة من الإجراءات والترتيبات الخاصة بتنفيذ العملية الامتحانية التي ستتم في 317 مركزاً امتحانياً في مدينتي الحسكة والقامشلي، منها 163 مركزاً لامتحانات شهادة التعليم الأساسي و 154 لامتحانات الشهادات الثانوية العامة والمهنية بفروعها المختلفة، فيما يبلغ مجموع الطلاب المتقدمين لامتحان الشهادتين نحو 43 ألف طالب وطالبة.
وشاب امتحانات الشهادة الثانوية وشهادة التعليم الأساسي خلال السنوات الثلاث الماضية، فوضى وتسيب شمل غالبية المراكز الامتحانية في مدينتي الحسكة والقامشلي، ورصدت «قاسيون» حينها مكتبات تبيع أسئلة محلولة لذوي الطلاب، وإدخالها للطلاب داخل قاعات الامتحانات، دون أي جهود تذكر لإعادة الهيبة للشهادة الثانوية السورية التي كانت ترقى لمستوى شهادة جامعية في دول أخرى قبل أن تفقد مصداقيتها في سنوات الأزمة السورية.


استعدادات مشابهة

تشبه الإجراءات والاستعدادات التي أجرتها مديرية التربية بالحسكة، استعدادات الأعوام الثلاث الماضية، ومارافقها من فوضى وتسيب وغش منظم، تجنبت وسائل الإعلام الرسمية الحديث عنه من دون مبرر، وركزت على انتهاء العملية الامتحانية بسلام، وهو ما ينذر بتكرار التجربة المريرة التي شهدتها العملية الامتحانية.
وأجرت مديرية التربية سلسلة اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين التربويين الذين سيتولون الإشراف على الامتحانات، إضافة لباقي المسؤولين في المحافظة المعنيين بالأمر، وتقول إن جميع المستلزمات والتجهيزات الضرورية للامتحانات متوفرة، متعهدةً بتجاوز الصعوبات الموجودة، والتأكيد على التقيد بالتعليمات الوزارية الناظمة للامتحانات، من خلال انتقاء مدرسين ومعلمين من ذوي الخبرة للإشراف على أعمال المراقبة والاستفادة من جهود وخبرات الكوادر التربوية المختصة.
وفي مقابل تلك الاستعدادات، يسري بين طلاب المحافظة مزاج عام، يتحدث عن أن الأمور لن تختلف عن الأعوام السابقة، وأن إجراءات المراقبة غير مشددة من قبل المراقبين الذين يخشون من اعتداءات الأهالي والطلاب عليهم، كما حدث في السنوات الماضية في بعض المراكز، ومن أجل ذلك، ينشط هؤلاء الطلاب في شراء المصغرات، والتنسيق مع مدرسين لحل الأسئلة الامتحانية تمهيداً لإدخالها للطلاب داخل القاعات.


امتحانات أزمة

في ظل ظروف صعبة تعيشها سورية تحت تأثير أزمة مستعصية شملت كل جوانب الحياة، من الطبيعي أن تتأثر العملية التعليمية في البلاد، وبالمقابل فإن تجاوز السلبيات التي رافقت العملية الامتحانية سابقاً أمر سهل في محافظة آمنة خاضعة لسيطرة الدولة بشكل شبه كامل، بشرط وجود النية الحقيقية لذلك.
وتحتاج العملية الامتحانية في المحافظة - بعد ترسخ جو عام للفوضى والغش بين الطلاب والمراقبين- لأكثر من التوجيهات والاجتماعات والكتب الرسمية، التي تتحدث عن تنفيذ التعليمات الوزارية كاملة  تحت طائلة العقوبة وتوفير الأجواء المناسبة.
 وإذا أراد المسؤولون عن الامتحانات في الحسكة النجاح في مهمتهم، عليهم الاعتراف بوجود مشكلة، وتحديدها بدقة، ومن ثم العمل على تقديم حلول غير عادية، كأن تتم ملاحقة المكتبات التي تبيع المصغرات علناً من الآن، ووضع حل لمشكلة الحراس على أبواب المراكز الامتحانية، لاسيما وأن عملية إدخال الأجوبة للقاعات تمت من خلالهم.
إضافة لتأمين حماية حقيقية للمراقبين، كأن يتم إخراجهم بشكل جماعي في سيارة تجنبهم الصدام مع الأهالي الذين يعد تجمعهم أمام المراكز الامتحانية واحداً من أهم أسباب الفوضى، إضافة لاستبعاد كل من تدور حوله الشبهات من المراقبين ورؤساء المراكز، ومعاقبة المراقبين المتساهلين.

آخر تعديل على الأحد, 10 أيار 2015 14:44