نقاشات على هامش الانتخابات العمالية
تثير الصفحة العمالية في جريدة«قاسيون» الكثير من ردود الافعال التي تعتبر انعكاساً لواقع البلاد في ظل الازمة، تدور حول ما تطرحه من قضايا تخص الحركة النقابية ومهامها في مرحلة الأزمة الوطنية
التي نعيشها منذ ثلاث سنوات ونيف ودور الطبقة العاملة السورية وما يمكن أن تقدمه من إمكانيات حقيقية إلى جانب الحركة النقابية في مواجهة العديد من المهام التي يمكن أن تكون مفصلية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، خاصةً مع تبلور الفرز السياسي والطبقي الجاري بفعل تطورات الأزمة والأصطفافات الناتجة عنها حيث برز دور واضح للقوى الليبرالية، وقوى السوق من حيث التحكم بالمفاصل الاقتصادية الأساسية التي تؤثر مباشرةً على المستوى المعيشي وغياب الدور المفترض لأصحاب المصلحة الحقيقيين في تقرير السياسات المعبرة عن مصالحهم كونهم أغلبية الشعب السوري المعني بأن تكون هناك سياسات تستجيب لمطالبهم وحقوقهم المختلفة، ولكن أموراً كثيرة حالت ومازالت تحول دون تحقيق ذلك أهمها انحياز الحكومات بما فيها الجديدة لمصلحة قوى رأس المال على حساب الفقراء من الشعب السوري.
إن النقاش هو عمل إيجابي بغض النظر عن تباين المواقف والآراء حول قضية ما، ولكن الإيجابي الأكثر الذي يحمل في طياته تقدماً حقيقياً في آليات العمل المفترضة والتي ستدفع أصحاب المصلحة الحقيقية إلى الأمام هو الحوار العلني المنظم بين المعنيين بتقدم وتطور النضال العمالي الوطني والطبقي سواء كانوا من داخل الحركة النقابية أو من خارجها وتجربة الحركة النقابية في مراحل سابقة أثناء فترة الحصار الغربي على سورية حاضرة حيث عقدت مؤتمراً موسعاً ضم شخصيات وقوى وطنية ساهمت في تقديم الحلول الوطنية لمواجهة الحصار الجائر المفروض اقتصادياً وسياسياً، وهذا الدور يمكن للحركة النقابية أن تلعبه ثانيةً بطريقة أخرى آخذةً بعين الاعتبار الواقع السياسي المتكون و القيام بهذا الدور هو فعل ضروري الآن مع استشراء وتوسع دور الفساد الكبير الذي يحصد الأخضر واليابس وحصار جائر وعدوان مباشر يتطلب استنفار كل القوى الوطنية والشعبية لمواجهته بما فيها قوى الطبقة العاملة وبهذا تكون الحركة النقابية قد لعبت الدور الوطني المطلوب تجاه تعزيز الوحدة الوطنية التي تعني إغلاق التشققات والصدوع التي ينفذ منها أعداؤنا في الداخل والخارج وبدونها لا يمكن مجابهة المخاطر الكبيرة التي تواجه بلدنا.