إسطنبول تحتضن اجتماعاً إسلامياً استثنائياً... وتركيا ترفع الصوت دفاعاً عن إيران وغزة
انطلقت اليوم السبت 21 حزيران 2025 في مدينة إسطنبول أعمال الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة قياسية شملت نحو 40 رئيس حكومة ووزير خارجية، وقرابة 1000 مشارك من الدول الأعضاء الـ57، في حدثٍ يُعد اختباراً لوحدة العالم الإسلامي في مواجهة التصعيد الإقليمي الخطير.
تركيا في الصدارة: رفض العدوان و«سايكس بيكو جديد»
تولى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رئاسة الدورة من نظيره الكاميروني، وسط تركيزٍ غير مسبوق على العدوان «الإسرائيلي» على إيران الذي بدأ في 13 حزيران الجاري. وفي كلمةٍ حماسية، حذّر فيدان من أن «الاحتلال (الإسرائيلي) يجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة»، مؤكداً أن المشكلة الأساسية هي «الاحتلال ذاته وليس فلسطين أو إيران أو سورية».
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأطلق تحذيراً صارخاً: «منطقتنا لا تحتمل حرباً جديدة، وما نحتاجه اليوم هو الحكمة، لا التصعيد»، موجهاً نداءً إلى الدول التي تملك تأثيراً على الاحتلال «الإسرائيلي»، وداعياً إياها إلى عدم الانخداع بـ«الكلمات السامة المغلفة بالمديح التي يطلقها بنيامين نتنياهو، في محاولة لتعميق الصراعات وتمزيق المنطقة».
وأكد أردوغان في كلمته التي حظيت باهتمام واسع أن الهجمات «الإسرائيلية» على إيران هي «قرصنة وبلطجة مرفوضة»، وأشار إلى «التوقيت اللافت» لتزامن هجوم الاحتلال «الإسرائيلي» على إيران مع تكثيف المفاوضات في شأن برنامجها النووي، مؤكداً ثقته في أن «الشعب الإيراني بما أظهره من تضامن في مواجهة الصعوبات وبفضل خبرته القوية في إدارة الدولة سيتجاوز هذه الأيام العصيبة أيضاً».
وشدد على أن تركيا لن تسمح بإقامة ما أسماه بـ«نظام سايكس بيكو جديد» يتم رسم حدوده بالدماء في المنطقة.
وشدد على أن «الأطماع الصهيونية» لرئيس وزراء الاحتلال «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو هدفها «جر العالم إلى كارثة مثلما فعل الزعيم النازي أدولف هتلر»، مبيناً أنه «كما أن الشرارة التي أشعلها هتلر أحرقت العالم قبل 90 عاماً، فإن أطماع نتنياهو الصهيونية لا تهدف إلا إلى دفع العالم نحو كارثة مماثلة».
أجندة طوارئ: إيران وغزة في المقدمة
كشفت المصادر عن عقد جلسة خاصة لبحث العدوان على إيران بناءً على طلب رسمي من طهران، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني توقعاته بـ«صدور بيان قوي يدين العدوان». كما خُصصت جلسات أخرى لمناقشة:
- استمرار الإبادة «الإسرائيلية» في غزة منذ أكتوبر 2023، والتي خلّفت 186 ألف شهيد وجريح.
- الانتهاكات «الإسرائيلية» في لبنان واليمن وسورية.
- تعزيز التضامن الإسلامي لمواجهة التحديات المشتركة.
أبعاد تاريخية واستراتيجية
يأتي الاجتماع في ذكرى تأسيس المنظمة عام 1969 رداً على إحراق الأقصى، واستضافت تركيا الدورة للمرة الرابعة بعد أعوام 1976 و1991 و2004. واختتم فيدان كلمته بالتأكيد على أن تركيا ستواصل خلال رئاستها للمنظمة «رفع صوت العالم الإسلامي والوقوف بحزم في وجه الظلم».
تحولت إسطنبول إلى منصة لإعلان موقف تركي حازم يدعم إيران ويُحمّل الكيان مسؤولية زعزعة المنطقة، في وقتٍ تسعى فيه أنقرة لقيادة جبهة إسلامية موحدة ضد ما وصفه أردوغان بـ«المشروع الصهيوني التدميري». تشمل النتائج المرتقبة إصدار بيانات إدانة قوية وتفعيل آليات دبلوماسية مشتركة لمواجهة التصعيد.