ماذا قالت يدعوت أحرنوت عن «زياد 107» التي انفجرت بأكثر من 60 جندي احتلال؟
نشرت يدعوت أحرنوت ليل أمس مقالة عن الطائرة دون طيار «زياد 107» التي هاجمت مساء أمس الإثنين 13 أكتوبر 2024 موقعاً لجنود العدو وأوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى تجاوز 60 حتى الآن. فيما يلي تقدم قاسيون ترجمة لهذه المادة التي حملت عنوان: «يصعبُ كشفها ويصعبُ تعقبها: تحدي الطائرة المتفجرة دون طيار "زياد 107"».
وبحسب تقرير الصحيفة "الإسرائيلية" الذي اطّلعت عليه وترجمته "قاسيون" فإنّ الطائرة دون طيار التي تسببت بسقوط العشرات من عناصر جيش الاحتلال: "مصنوعة في إيران ويستخدمها حزب الله على نطاق واسع، الذي يصنعها أيضاً في لبنان... والرادارات فقدتها على طول الطريق. ويحاول الجيش (الإسرائيلي) والصناعات الدفاعية إيجاد حل للمشكلة، ولكن حتى الآن لا يوجد حل".
وبحسب التقرير ينتظر جيش الاحتلال تقنية جديدة في الاعتراض تعتمد على "الليزر" ليست جاهزة للعمل بعد ويقول إنها إذا نجحت فمن المحتمل أن يكون الاعتراض أسهل وأكثر فعالية، بحسب تقرير الصحيفة.
ويتابع تقرير يدعوت أحرونوت: "يبدو أن الطائرة بدون طيار المتفجرة، التي تسببت في إصابة أكثر من 60 شخصاً - من بينهم أربعة في حالة حرجة" [أعلنت مقتلهم في وقت لاحق] "أصابت هدفها المقصود بدقة كبيرة. ويجري الجيش (الإسرائيلي) تحقيقاً في الحادث، ولكن من التفاصيل القليلة المعروفة حالياً، يمكن تقدير أنها كانت كذلك طائرة دون طيار متفجرة من نوع (زياد 107) يتم إنتاجها في إيران ويستخدمها حزب الله على نطاق واسع، وينتجها بنفسه في لبنان بالعشرات".
ويضيف التقرير بأنه "يمكن برمجة مسار (زياد 107) بحيث يتغير ارتفاعها واتجاهها بشكل متكرر، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتتبعها. ويصل مداها إلى 100 كيلومتر، وهي صغيرة الحجم وترجع صدى رادارياً ضعيفاً جداً، على عكس الطائرات دون طيار الكبيرة المصنوعة من المعدن. ويمكن الاكتشاف من خلال الحرارة المنبعثة من المحرك، لكن يصعب اكتشافها بالوسائل البصرية".
وتابع التقرير: "سيتم فحص جميع الاحتمالات، ولكن من الواضح تماماً تقريباً أن الطائرة دون طيار التي أصابت هدفاً حساساً وتسببت في العديد من الإصابات في صفوفنا لم تكن من نوع خاص فحسب، بل كان حزب الله قادراً أيضاً على إشباع أو تعطيل مصفوفات الكشف التابعة للجيش (الإسرائيلي) باستخدام إطلاق وابل مختلط من الصواريخ وطائرتين دون طيار باتجاه الجليل الغربي".
وبحسب التقرير فإنّ "الطائرات دون طيار واصلت طريقها إلى المنطقة البحرية أمام الساحل الشمالي، واعترضت القبة الحديدية إحداها، وأرسل الجيش (الإسرائيلي) طائرات ومروحيات قتالية لتتبع الطائرات دون طيار المتبقية، لكنه فقدها فجأة. ويحقق الجيش (الإسرائيلي) الآن في كيفية حدوث ذلك - كيف أنّ كلاً من الطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية التي (أمسكت) بالطائرة دون طيار فقدتها فجأة، ويجري حالياً التحقيق في الأمر بشكل معمَّق. ومن المحتمل أن تكون الطائرة دون طيار مبرمجة مسبقاً للاندفاع بشكل حاد نحو الأرض أو باتجاه مياه البحر، لتواصل التحليق على ارتفاع منخفض مستخدمةً الطريق البري على الساحل ومن ثم تلال السهل الساحلي للهروب من المعترِضات".
ويعترف التقرير الصحفي "الإسرائيلي" بأنّ حزب الله اكتسب خبرة كبيرة في تشغيل الطائرات دون طيار في العام الماضي وتمكّن من التسبب بمقتل عدد من جنود الاحتلال في القواعد النائية.
ويقول التقرير إنه "يتم اعتراض أكثر من نصف الطائرات دون طيار التي يطلقها حزب الله، إما عن طريق طائرات الجيش (الإسرائيلي) التي يتم إرسالها نحوها أو عن طريق القبة الحديدية ومقلاع داود، ولكن نظراً لأن الطائرة دون طيار هدف صغير وصدى الرادار الخاص بها ضعيف جداً، فغالباً ما يحدث أن تفقد رادارات التحكم ونيران القبة الحديدية وأجهزة الاستشعار الضوئية للطائرات المقاتلة والمروحية، إحدى الطائرات دون طيار، وخاصة إذا كانت المنطقة جبلية، حيث يكون صدى الرادار العائد من الطريق الأرضي هو السائد والمضلل".
ووصف تقرير يدعوت أحرونوت الطائرات دون طيار المتفجرة المتطورة التي ينتجها الإيرانيون بأنها "مجهزة بآلية ملاحية بالقصور الذاتي بالإضافة إلى الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ويمكنها الاستمرار في مسارها وضرب هدفها بدقة حتى لو كان هناك تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بجميع أنواعه، وهو ما يفترض أنّ الإيرانيين وحزب الله يعتمدون على أنظمة ملاحية فريدة عبر الأقمار الصناعية للروس والصينيين لتجاوز التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المعتمد على نظام أقمار الملاحة الأمريكية".
ويتابع التقرير: "وعلى الرغم من أن الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، إلا أن كلاً من الروس والأوكرانيين لم يتمكنوا حتى الآن من إيجاد حل فعال لمشكلة الطائرات دون طيار والطائرات دون طيار المتفجرة، ويفشل كلا الجانبين في هذه الحرب في اعتراض الآخر... والأسباب معروفة؛ فهي تطير على ارتفاع منخفض وبطيئة، ووسائل الكشف البصري تجد صعوبة في تمييزها وتفشل جميع أجهزة الاستشعار والرادارات البصرية وغيرها في تمييزها".
ويؤكد التقرير: "يحاول الجيش (الإسرائيلي) والصناعات الدفاعية إيجاد حل للمشكلة، على الأقل منذ بداية الحرب الحالية، وما زلنا لا نملك حل كشف واعتراض، وقبل كل شيء حل كشف وتتبع يسمح تمكننا من اعتراض الطائرات بدون طيار بنجاح، وهي في الواقع صواريخ كروز صغيرة الحجم".
وبالنسبة لما يقال عن محاولة تطوير تقنيات للاعتراض بالليزر قال التقرير إنه "لن يكون نشطاً عملياً قبل منتصف عام 2025، على الرغم من أنه تمت تجربته بالفعل عدة مرات، لكن حتى ذلك الحين ستكون المشكلة الرئيسية هي اكتشاف وتتبع الطائرات دون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض جداً أثناء اختبائها في الوديان والتضاريس البارزة ثم ترتفع. ولا يوجد حتى الآن حل جيد لهذه المشكلة، وربما هذا هو سبب عدم وجود تحذير وأنّ الطائرة دون طيار كانت قادرة على التسبب في العديد من الإصابات عندما اصطدمت بهدفها".