علامَ تؤشِّر عودة الرحلات الجوية بين جورجيا وروسيا؟
وصلت أول رحلة جوية من موسكو إلى تبليسي يوم الجمعة الماضي بعد انقطاع منذ تموز 2019، أي بعد قرابة أربع سنوات من انقطاع هذه الرحلات بقرار من تبليسي وعلى خلفية التوترات التي شهدتها العلاقة مع موسكو في حينه، وكاستمرار لتوترات أسبق تخصّ أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عام 2008.
عودة الرحلات الجوية بين البلدين لا يمكن أن تعني أنّ القضايا المختَلَف عليها بين البلدين قد تمّت تسويتها، فالقضايا العالقة كثيرة، ولكنها مع ذلك تقدُّمٌ إيجابيّ، خاصّةً وأنها تأتي في سياق تصعيد غربي مستمرّ ضدّ موسكو.
يجدر التذكير بأنّ انقطاع الرحلات الجويّة بين البلدين سابقٌ على أزمة أوكرانيا، ولكن منذ بدأت أزمةُ أوكرانيا بات الرجوع عن وقف الرحلات الجويّة وغيرها من الإجراءات العدائيّة، مرتبطاً بالملف الأوكراني وبالتصعيد الغربيّ أكثر منه بالتناقض الثنائيّ بين مواقف جورجيا وروسيا؛ إذْ إنّ عودة هذه الرحلات هو عملياً خرقٌ للعقوبات الغربية على موسكو التي تمّ تطبيقها بعد أوكرانيا.
كما ينبغي الانتباه إلى أنّ محاولات فتح جبهة ثانية مع موسكو من جانب الغرب، وعلى لسان مراكز أبحاثه ومسؤوليه السابقين، كانت تشمل عدة احتمالات وأماكن، ولكن بينها كانت بولندا وجورجيا الأكثر ترشيحاً وتفضيلاً.
عودة الرحلات الجوية بين جورجيا وروسيا، ورغم أنها ليست خرقاً عظيماً بذاتها، إلا أنّ أهميتها تكمن في أنها تأتي معاكسةً لاتجاه التصعيد الغربي مع روسيا، وبذلك فإنه يمكن الاستنتاج أنّ قَدْراً من التوافقات والتفاهمات غير المعلَنة قد تمّ إنجازه بين البلدين بما يحول دون السَّماح بتحويل جورجيا إلى جبهةٍ ثانية يستغلُّها الناتو ضدَّ روسيا، أو على الأقل فإنّ احتمالاً كهذا قد بات أقلَّ إمكانيةً بشكلٍ ملحوظ بعد استئناف رحلات الطيران بين البلدين.