صحافة الاحتلال تعترف باليأس الصهيوني من صمود الشعب الفلسطيني
عنات سارغوستي/هآرتس عنات سارغوستي/هآرتس

صحافة الاحتلال تعترف باليأس الصهيوني من صمود الشعب الفلسطيني

بعد تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية مؤخراً وصولاً إلى منعطف نوعيّ بعملية التفجير المزدوجة في القدس، أخذت تتزايد حالة الصدمة في أوساط الاحتلال، على ضوء إخفاقاته الأمنية، وحالة الصمود الكبير للشعب الفلسطيني رغم كلّ التطرّف والوحشية التي يمارسها الاحتلال ضدّه. وفي نموذج على آراء الهزيمة النفسية بالتوازي مع هزائم الاختراقات الأمنية لكيان الاحتلال على الأرض نعيد نشر عينة مما يقوله «الإسرائيليون» عن الحال التي وصلوا إليها، من خلال المقال التالي من صحيفة «هآرتس»، والتي أقرّت بأنّه «حتى اليمين المتطرّف» لن يمنع تصاعد المقاومة، معترفةً بأنه «لا يمكن مواجهة 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية و2 مليون فلسطيني في قطاع غزة»، حتى لو تولى سموتريتش وزارة الحرب... «ولو تولى بن غبير وزارة الأمن الداخلي فإن الفلسطينيين سيبقون»...

ترجمة: قاسيون (بتصرّف)

لقد استخدمنا جميع الوسائل المتاحة ولكننا لم نصل إلى أي حل. وحتى لو جاءت حكومة يمينية متطرفة واستخدمت جميع الوسائل المتاحة فلن تتمكن من تغيير واقع وجود الفلسطينيين هنا. لأنه لم يكن بالإمكان تحويل هؤلاء الفلسطينيين إلى محبين(لإسرائيل) بعد 55 سنة وهذا أيضاً لن يكون ممكنا الآن.

لقد جربنا كل شيء. فقد قمنا بمصادرنا الأراضي، سرقنا آبار المياه الجوفية، قمنا ببناء جدار الفصل، قمنا بوضع بوابات لن تفتح أبداً، فصلنا الفلاحين عن أراضيهم، وضعنا الحواجز، فصلنا غزة عن الضفة الغربية، أضعفنا السلطة الفلسطينية، أدخلنا الآلاف إلى الاعتقال الاداري، حيدنا «إرهابيين» [الاسم الذي يستعمله الكيان الصهيوني الإرهابي لوصف المقاومين - المحرّر]، وجعلناهم جثثاً وطردنا عائلات الانتحاريين، قمنا بسجن زعماء، منعنا زيارات العائلات، هدمنا البيوت، قمنا باغتيالات محددة، ضربنا رؤساء «الإرهاب» [المقاومة] مرة تلو الاخرى، استخدمنا أدوات اقتصادية، أعطيناهم الجزر وحرمناهم منه.

قمنا بتجنيد العملاء في كل زقاق وشارع وحي، طبقنا استخبارات متطورة، فككنا النسيج الاجتماعي للشعب الفلسطيني، هدمنا البنى السياسية، اعتقلنا الأولاد، اقتحمنا البيوت في الليل، أيقظنا الأطفال من النوم، قمنا بالتخويف والردع واستخدمنا القبضة الحديدية.

قمنا بإقامة جيش من الخاضعين في الشبكات الاجتماعية كي يحاربوا باسمنا حرباً نفسية في أرجاء «السايبر» الدولي بكل اللغات، جندنا مشاهير كي يتحدثوا للعالم عن لطفنا، أقمنا قاموساً جديداً للمفاهيم، الذي حاول غسل الواقع: ليس الضفة الغربية بل «يهودا والسامرة». ليس مستوطنين بل سكان، أراضي الوطن.

أطلقنا على آلاف الدونمات غير المستوطنة في مناطق ج «أراضي دولة»، الأمر الذي مكننا من مواصلة المصادرة بحرّية وإقامة المستوطنات الجديدة وشرعنة مستوطنات قائمة، وأنّ نغرس في الجمهور "الإسرائيلي" وعياً كاذباً بأن الأمر يدور حول احتياطي للأراضي للشعب نفسه المحظور ذكر اسمه وهو الشعب الفلسطيني.

أخفينا من الخرائط الخط الأخضر، تجاهلنا القانون الدولي، استخدمنا دولاً صديقة كي تفرض الفيتو على قرارات غير مريحة بالنسبة لنا. ولكن رغم ذلك، كل طفل فلسطيني يمكنه تنفيذ عملية في مدينة «إسرائيلية» وأن يزرع الخوف. أي أداة من هذه الأدوات لن تنجح في تغيير الواقع أو تمنع هذا الطفل من تنفيذ عملية.

أي أداة من هذه الأدوات لا يمكنها مواجهة 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية و2 مليون فلسطيني في قطاع غزة. حتى لو تولى سموتريتش «وزارة الدفاع» فهم لن يختفوا. وحتى لو جلس بن غبير في وزارة الأمن الداخلي فهم سيبقون هناك.

حتى لو استخدمت حكومة يمينية متطرفة القبضة الحديدية، وحتى إذا قررت إعادة احتلال الضفة الغربية، فإنه لا يوجد حل عسكري لهذا الواقع. ومن غير المهم إذا لم نسميهم فلسطينيين. في نهاية الأمر هناك ملايين النساء والرجال والأطفال والشيوخ. إذا كانوا بعد 55 سنة لم يتغير وعيهم ولم يصبحوا صهاينة يحبون «إسرائيل» فإن هذا لن يحدث الآن.

 

آخر تعديل على الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2022 21:09