هل بتنا على أعتاب العودة للاتفاق النووي الإيراني؟
تتصاعد التغطية الإعلامية التي تحظى بها المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حول العودة للاتفاق النووي الإيراني الذي سبق لإدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الانسحاب منه في عام 2018.
وفي آخر التطورات المعلنة حول المفاوضات الجارية، تقدّم الجانب الإيراني مساء الإثنين الماضي 15/8/2022 بردٍّ على المقترح الأوروبي الخاص بالاتفاق النووي، بينما أعلن الجانب الأمريكي أنه بصدد دراسة هذا الرد إلى جانب حلفائه (الأوروبيين وكيان العدو). ومن جهته، قيّم الاتحاد الأوروبي الردّ الإيراني بوصفه «ردّاً بنّاءً» معلناً أيضاً أنه يبحث مع الجانب الأمريكي الخطوة التالية.
ولا تزال النقطة العالقة حتى الآن هي الرغبة الإيرانية المعلنة برفع ثمن أيّ انسحاب أمريكي لاحق من الاتفاق. في المقابل، لا تزال التصريحات الأمريكية تعتبر أنّ المطلب الإيراني بتقديم ضمانات تمنع الانسحاب لاحقاً بمثابة «عقبة ماثلة أمام إعادة إحياء الملف النووي».
وحول اتهامها بالعرقلة، تجيب طهران بشكلٍ واضح أنّ هدف المطلب الذي تطرحه هو تحصين الاتفاق أولاً وأخيراً، ولهذا، فهي تعتبر أنّ «رفع الثمن» يجب أن يشمل ضمانات وتعويضات نووية واقتصادية وسياسية وحقوقية لإيران في حال الانسحاب الأمريكي لاحقاً من الاتفاق.
ومن واقع مجريات التفاوض، يبدو واضحاً أن الجانب الإيراني، ورغم تصريحاته الإيجابية أيضاً، ليس متعطشاً للوصول إلى الاتفاق، فبالنسبة له هو الطرف الرابح في هذه المواجهة سواء توصّل إلى اتفاق أم لم يصل (بعض الأصوات في طهران تعتبر أن عدم العودة للاتفاق ستمنح طهران حرية حركة أوسع في تطوير برنامجها النووي). أما الطرف المضطر فعلياً للتوصل إلى هذا الاتفاق فهو الغرب، الذي تتفاقم أزماته يومياً في ظل عجزٍ كبير في مجال الطاقة.
هل سنصل إلى اتفاقٍ أم لا؟ رغم أنّ التصريحات الإيجابية التي تدلي بها جميع الأطراف الآن، إلا أنه لا يمكن التيقّن تماماً من العودة للاتفاق، وتحديداً أنّ هامش التراجع أو حتى التأجيل لا يزال مفتوحاً للجميع الآن. متى يمكن ذلك؟ كشف مندوب روسيا في المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، في تصريحات صحفية مؤخراً أنّ اجتماعاً وزارياً مرتقباً بشأن الاتفاق النووي سيعقد الأسبوع الجاري أو المقبل، وعلى الأغلب سنعرف الإجابة النهائية عن هذا السؤال في ذلك الحين.