لوفيغارو: جو بايدن يغادر الخليج خالي الوفاض
جورج مالبرونو جورج مالبرونو

لوفيغارو: جو بايدن يغادر الخليج خالي الوفاض

صحيفة لوفيغارو الفرنسية هي واحدة من أشهر وأعرق الصحف الفرنسية، وهي معروفة بميولها اليمينية تاريخياً

ترجمة: قاسيون

لا شيء تم إنجازه بما يتعلق بالطاقة. القليل أو لا شيء، بشأن التقارب بين المملكة العربية السعودية و«إسرائيل»، وبشأن هيكل أمني إقليمي جديد ضد إيران.

تبدو نتيجة جولة جو بايدن في الشرق الأوسط هزيلة للغاية. وكان الإنجاز الملموس الوحيد لزيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية والمملكة العربية السعودية، حيث شارك في قمة يوم السبت إلى جانب زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الستة والأردن ومصر والعراق، هو الانتهاء من اتفاق بشأن عودة جزيرتين غير مأهولتين في البحر الأحمر إلى السعودية من الملكية المصرية، والالتزام الأمريكي بإجلاء جنودها ضمن الفرقة التابعة للأمم المتحدة من الجزيرتين.

بالإضافة إلى ذلك، مساء الجمعة، عند وصوله إلى جدة، اضطر الرئيس الأمريكي إلى عقد لقاء مثير للجدل للغاية مع ولي العهد محمد بن سلمان الذي أدانه منذ عامين، لتورطه في اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018.

وفي ختام القمة الإقليمية في جدة، زعم وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، "عدم علمه بالمناقشات" حول إقامة تحالف دفاعي بين دول الخليج و«إسرائيل» وأن "المملكة لم تكن طرفاً في مثل هذه المحادثات". وقلل رئيس الدبلوماسية السعودية -الذي وجهة ضربة لأي أملٍ في تقارب سريع مع الدولة اليهودية- من أهمية قرار الرياض فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية «الإسرائيلية» إلى آسيا.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن "الأمر لا علاقة له بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وليس شرطاً لخطوات أخرى" بهدف إقامة مثل هذه العلاقات مع الدولة اليهودية.

إذا كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قلقتان من التدخل المزعزع للاستقرار من جارتهما الإيرانية، فهما ليستا مستعدتين للدخول في تحالف عسكري ضد طهران، حتى من خلال ربط أنظمة دفاعهما الجوية مع «إسرائيل». وهذا ينطبق بشكل أكبر على قطر والكويت، اللتين تحافظان على علاقات ودية مع إيران وتظلان مرتبطتين بشدة بالقضية الفلسطينية.

«الناتو العربي»

تم إطلاق فكرة «الناتو العربي» بمظلة «إسرائيلية» في «إسرائيل» في آذار برعاية الولايات المتحدة، ويبدو أنها فقدت أرضيتها. كانت مصر شاركت ملويّة الذراع، وغاب الأردن طواعية. وكانت الإمارات العربية المتحدة، التي قامت بتطبيع العلاقات مع «إسرائيل» في عام 2020 باتفاقات أبراهام، غاضبة من أن «إسرائيل اختطفت رواية» هذا المؤتمر، بحسب مصدر إماراتي مطلع. عشية قمة جدة، أكد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، على أن بلاده «ليست جزءاً من أي تحالف أمني في المنطقة ولا تنوي أن تكون كذلك».

إذا كانت الإمارات، مثل شبه الجزيرة العربية، تخشى الطائرات الإيرانية بدون طيار والصواريخ التي ضربتها بالفعل، ولا تعارض التعاون الثنائي مع الدولة اليهودية في هذا المجال، فإنها لا تريد أن تعطي الانطباع بتبني موقف مناهض لإيران.

أعلن أنور قرقاش أن الإمارات ستعيد قريباً سفيرها إلى طهران. وأوضح: "لدينا خلافات (مع إيران)، لكننا في طور إعادة بناء العلاقات للتحرك نحو خفض التصعيد من خلال التعاون الاقتصادي". لا تزال إمارة دبي تقيم علاقات تجارية مهمة مع إيران المجاورة. وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات عشية وصوله إلى باريس، إن "وزير التغير المناخي لدينا ذهب إلى إيران قبل أيام ووقع اتفاقية تحمل رسالة سلام وتعاون". إن الشرق الأوسط الجديد، قد تم استعجال التبشير به عبر اتفاقات أبراهام الموقعة بين «إسرائيل» وأربع دول عربية، والذي ما يزال يكافح من أجل التوسع إلى ما وراء المغرب والإمارات والبحرين الصغيرة والسودان البعيد.

فيما يتعلق بالطاقة، غادر جو بايدن خالي الوفاض. لم توافق السعودية على طلبه برفع مستوى إنتاجها النفطي لوقف ارتفاع الأسعار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. قال جو بايدن: "أنا أنتظر لأرى ما سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة". في إشارة إلى اجتماع أوبك + في 3 آب، والذي ستقرر خلاله الرياض وموسكو ومنتجون آخرون ما سيكون عليه إنتاج النفط.