مصافحة بايدن - بن سلمان الكورونا تنقذ الموقف!
ريم عيسى ريم عيسى

مصافحة بايدن - بن سلمان الكورونا تنقذ الموقف!

يبدأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، زيارته «التاريخية» إلى الشرق الأوسط يوم الأربعاء 13 حزيران، والتي تطرقت لها «قاسيون» في عدة مقالات سابقة. وسوف يذهب في هذه الزيارة إلى فلسطين المحتلة للقاءات مع «الإسرائيليين» والفلسطينيين، قبل التوجه إلى السعودية للقاءات مع زعماء عدة دول عربية، ولكن اللقاء الذي يحظى بأكبر قدر من الانتقادات والاهتمام، هو لقاء بايدن مع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وذلك نتيجة جملة من التصريحات النارية التي كان قد أدلى بها بايدن قبل أن يصبح رئيساً وبالتحديد خلال حملته الانتخابية حيث قال إن السعودية يجب أن تدفع الثمن بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فيها وأن تصرفات ولي العهد بالتحديد تجعلها «دولة منبوذة».

خلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت في عدة مصادر إعلامية غربية ومن بينها أمريكية و«إسرائيلية» فكرة تم طرحها بطرق مختلفة حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي سوف يتصوّر مع ولي العهد السعودي أو حتى يصافحه وكيف يمكنه تجنبه وسط السخط الشعبي الأمريكي المزعوم حول زيارة دولة كالسعودية متورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وفق ما صرح به بايدن نفسه سابقاً.

الطريف في الأمر هو أن إحدى الصحف «الإسرائيلية» وهي جيروزاليم بوست، ادعت أن «البيت الأبيض أبلغ مكتب رئيس الوزراء يائير لابيد أنه بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس COVID-19 في الولايات المتحدة و(إسرائيل)، سيمتنع الرئيس عن المصافحة أثناء زيارته». وحسب هذه المقالة فإنه «وفقاً لتقرير صدر مؤخراً في صحيفة نيويورك تايمز، فإن مساعدي البيت الأبيض حذرون للغاية بشأن تعريض الرئيس لفيروس كورونا». وهو الأمر الذي جرى تفسيره على نطاق واسع بأن المقصود منه ليس زيارته لفلسطين المحتلة بل للسعودية، بحيث تتحول الكورونا إلى ذريعة جيدة لتجنب (الإحراج)!

هناك عدة أسباب تجعل من هذا الأمر طريفاً، ومنها أن أمريكا بحاجة ماسة إلى الخليج وبالأخص السعودية في مساعيها للحفاظ على ما يمكنها الحفاظ عليه في معركتها مع روسيا وفي الإطار الأوسع لمعركة الغرب مع الشرق، والتي هي في جذرها التحول الجاري في ميزان القوى الدولية وانتهاء الأحادية القطبية التي استفردت فيها أمريكا ومن يدور في فلكها خلال العقود الثلاثة الماضية، ما يعني أيضاً انتهاء مرحلة هيمنة البترودولار. كل هذا لا يضع أمام أمريكا أي خيارات فيما يتعلق بعلاقتها مع دول المنطقة وبالأخص دول الخليج التي لطالما اعتبرتها في جعبتها ولا يمكن أن تخسرها لأعدائها، الأمر الذي تبيّن أنه ليس مستحيلاً، بل على العكس تزداد احتمالاته، ويستدعي محاولة استدراك وإنقاذ ما يمكنهم إنقاذه وترميم العلاقات. وبسبب التصريحات السابقة وبالتحديد لبايدن، لا يمكن القيام بذلك دون كشف الازدواجية والنفاق، وموضوع عدم المصافحة (بسبب كورونا) هو مثال نموذجي على درجة البؤس التي وصلت إليها السياسة الأمريكية والدعاية الأمريكية على حد سواء.

الجانب الطريف الآخر في الموضوع هو مدى الحماقة في اختلاق موضوع المصافحة على أنها متعلقة بفيروس كورونا، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي منذ فترة ليست ببعيدة كان في زيارات لم يكتف فيها فقط بمصافحة نظرائه، ولكن أيضاً التحدث معهم عن قرب ودون ارتداء كمامة، الأمر الغريب لشخص يحاول اليوم تجييش كل الجهات الإعلامية المتاحة لترويج رواية حول الحرص الشديد على صحته والتعرض للفيروس...

 فيما يلي بعض الصور من زيارات قام بايدن بها خلال الشهر الماضي.

12

في هذه الصورة، بايدن يتكلم مع نظيره الفرنسي في قمة الـ G7 في ألمانيا يوم 26 حزيران 2022، ويظهر فيها وهو لا يرتدي الكمامة ولا يحافظ على مسافة التباعد الاجتماعي التي قد يلتزم بها شخص حريص على عدم الإصابة بفيروس كورونا.

أما في الصورة التالية، وهي من المناسبة ذاتها، يظهر بايدن وهو يصافح رئيس وزراء الهند ناريندا مودي.

13

وبعد ذلك بأيام، كان بايدن في العاصمة الإسبانية مدريد لاجتماع الناتو، حيث لم يكن لديه أي تحفظات حول مصافحة الجميع وأيضاً الاختلاط بهم دون ارتداء الكمامة، كما في الصور التالية مع الأمين العام لحلف الناتو، ستولتنبرغ:

14

ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وغيرهم...

15