امتحانات المدرسة السوفييتية وربط التعليم بالحياة والإنتاج
 ج. فلين ج. فلين

امتحانات المدرسة السوفييتية وربط التعليم بالحياة والإنتاج

كتبت المعلومات التي تستند عليها هذه المادة عام 1964 في ورقة منشورة بدورية علمية غربية بواسطة باحث بريطاني قارن بين الولايات المتحدة وروسيا السوفيتية من حيث امتحانات الشهادات العامة المدرسية للطلاب ذوي العمر والمستوى التعليمي نفسه بين البلدين. وقال آنذاك أنه اختار هذين البلدين «لأنهما مقبولان باعتبارها المؤثران الأساسيان في التقدم التكنولوجي في العالم، ومع ذلك لديهما نظامان تعليميان مختلفان تماماً». واتخذ امتحانات مادتي الكيمياء والفيزياء نموذجاً للمقارنة.

تعريب وتلخيص: د. أسامة دليقان

على عكس الولايات المتحدة يعمل نظام التعليم السوفييتي بتوحيد قياسي بحيث تعمل كل مدرسة سوفييتية من بحر البلطيق إلى المحيط الهادئ على برنامج الدراسة نفسه، حيث يأخذ جميع الأطفال الموضوعات نفسها مع استثناءات قليلة جداً. تستخدم الكتب الدراسية المعترف بها فقط وتجرى الاختبارات نفسها. لا توجد مدارس خاصة أو مستقلة. التدريب الأخلاقي للشخصية الذي يحكم الانضباط المدرسي، يصفه الكاتب البريطاني من وجهة نظره الغربية بأنها «متزمتة تقريباً». ولا مكان لاختبارات الذكاء في إجراءات الاختيار.

التعليم إلزامي من سن 7 سنوات إلى 17 عاماً، على الرغم من توفر نظام رياض الأطفال الحكومي من سن 3 سنوات. العديد من المدارس لديها تحيّز مهني شديد ويقضي الأشخاص الأقل ميلاً أكاديمياً قدراً كبيراً من وقتهم في التدريب العملي الفني أو المهن الحرفية، على الرغم من وجودها في المؤسسات التي لديها برامج ثقافية قوية.

ربط المدرسة بالحياة

يقول الكاتب بأنّ الارتباط بين المدرسة والحياة في النظام السوفييتي ذو أهمية قصوى ويقتبس عن كاتب آخر يدعى غالكين ما يلي: «منذ السنوات الأولى من الدراسة، يجب أن يكون الأطفال مستعدين لواقع أنه سيتعين عليهم لاحقاً المشاركة في عمل مفيد اجتماعياً. من سن 15 أو 16، يجب أن يشارك جميع الشباب في أعمال مفيدة اجتماعياً في حدود قدراتهم، ويجب أن يقترن كل تدريبهم الإضافي بالعمل المنتج في الاقتصاد الوطني».

ويعلّق بأنّ استخدام كلمة «الكل» في هذه الفقرة «يعطي الديمقراطيات الغربية غذاءً للتفكير» على حد تعبيره. ويخضع جميع الطلاب الذين أكملوا برنامج العشر سنوات للامتحانات النهائية، والتي تحدد نتائجها مهن الطلاب وحالتهم. وهذا الضغط على مؤسسات التعليم العالي يتطلب إجراء فحص إضافي من أجل التأهل للالتحاق بالجامعة. أفاد كاتب آخر (كينغ) أن ما يقرب من ثلث من يحق لهم التعليم العالي فشلوا في بعض المدن في تأمين القبول. إنه الاختبار الأول، في نهاية المدرسة ذات العشر سنوات.

شكل الامتحان

يصف الباحثان كينغ وكورول بالتفصيل آليات المدرسة السوفيتية ذات العشر سنوات دراسة، أو امتحان «شهادة النضج». قبل الامتحان بثلاثة إلى ستة أشهر، تصدر الإدارة المركزية للتعليم للمدارس الابتدائية والثانوية كتيباً يحتوي على مذكرة توضيحية موجزة ومجموعة من الأسئلة، مرتبة حسب «البطاقات» للامتحانات الشفوية في الأدب والجبر والتاريخ والفيزياء والكيمياء. يشرح كينغ كيفية استخدام هذه الأشياء:

«يوجد على كل بطاقة ثلاثة محاور وسلسلة كاملة من البطاقات مصممة لتغطية مخطط العمل الكامل للعام الأخير والموضوعات الرئيسية للسنوات السابقة. بمجرد استلام المَدرَسة للبطاقات، يجب توفيرها لمعلم المادة والتلاميذ لتمكين المراجعة. قبل الاختبار بعشرة أيام، يجب على المعلمين نسخ الموضوعات أو العناوين على قطع من الورق أو البطاقات، وإكمال كل عنوان بالأسئلة التفصيلية ذات الصلة، وملء أي شيء قد يكون ضرورياً لإكمال مجموعة الأسئلة الجزئية، وتعيين أي مسائل مطلوبة بواسطة الموضوع. يجب على المعلم إعداد جميع الأسئلة الشفوية حول الموضوع وتقديمها إلى اللجنة للموافقة عليها. تتكون لجنة امتحان المدرسة من مدير المدرسة ومعلم الصف ومعلمين آخرين وممثل عن هيئة التعليم الإقليمية أو الوزارة نفسها (في جمهورية مستقلة). يجب أن يكون كل عضو من أعضاء الهيئة الفاحصة خريجاً جامعياً».

يجب أن تكون المسائل التي يحددها المعلم وفقاً للنوع المحدد من قبل الوزارة، ويمكن أن تكون مأخوذة من مجموعة منشورة [بنك أسئلة] لكن ليس بالضرورة. عادة ما يتم العمل على تجريب حلّ المسائل على السبورة من جانب المدرّسين قبل إقرارها للطلاب. وفي وقت الامتحان: توضع جميع «البطاقات» على طاولة الممتحَنين مقلوبة. كما يتم استدعاء كل طالب، فيسحب إحدى البطاقات (بطريقة اليانصيب)؛ أو يُسمَح للطالب، إذا رغب، بتغيير البطاقة (السؤال) ولكن على حساب تخفيض علامته بمقدار درجة واحدة (العلامة الكاملة 5 درجات). بعد سحب التذكرة، أمام الطالب من 15 إلى 20 دقيقة لتنظيم إجاباته أو تلاوتها (وتحضير أي كتابة لازمة لذلك على السبورة) قبل أن يواجه الممتَحِنين.

أمثلة على موضوعات الكيمياء

إن الاختيار التالي «للبطاقات» من اختبارات الكيمياء والفيزياء يعطي الموضوعات، ولكن ليس الأسئلة المحددة التي ستطرح على الطالب.

أحد نماذج امتحانات الكيمياء يقدم 28 «بطاقة» أسئلة تتناول:

 أولاً: (1) العنصر الكيميائي كما يعتبر في النظرية الجزيئية الذرية والإلكترونية. الأكسجين كعنصر وخواصه. (2) السليلوز - النيتروسليلوز - الحرير الاصطناعي. (3) مسائل.

ثانياً: (1) الفوسفور ومركباته. (2) نظرية بنية المركبات العضوية. (3) مسائل.

ثالثاً: (1) بنية الذرة: النواة الذرية وشحنتها، عدد الإلكترونات، التكافؤ. (2) السوائل وتحولها. (3) مسائل.

أمثلة على موضوعات الفيزياء

(1) التحريض الكهرومغناطيسي. الشروط التي تحدد حجم القوة الكهرومغناطيسية المتحرضة. قانون لينز.

(2) توليد وانتشار الصوت. سرعة الصوت. استخدام الصوت في التطبيقات الهندسية.

(3) عرض مختبري: تحديد الوزن النوعي لمادة عن طريق الوزن الهيدروستاتيكي.

نموذج امتحان الفيزياء هو واحد من 33 «بطاقة» في امتحان عام 1955 والتي تضمنت 25 مسألة و8 عروض مخبرية.

وبالمقارنة مع أنظمة الامتحان الأمريكية والبريطانية يلاحظ الكاتب البريطاني ما يلي:

«تجدر الإشارة إلى أن مبدأ (الربط مع الحياة) بارز حتى في هذا التحديد القصير للأسئلة. فالأسئلة عن النيتروسليلوز أو الحرير الصناعي أو الموجات فوق الصوتية، هي موضوعات غير محتمل طرحها في الامتحانات البريطانية أو الأمريكية في هذا المستوى».

 

المصدر: ج. دبليو. فلين، «مقارنة لامتحانات الطلاب فوق سن 17 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وإنكلترا». نشرت في مجلة «الجانب المهني للتعليم»، عام 1964.

J.W. Flinn (1964): A comparison of the 17+ examinations in the U.S., U.S.S.R. and England, The Vocational Aspect of Education Volume 16, 1964 - Issue 33