مراجعة لموجة العمليات الفدائية الجديدة بوصفها تحوّلاً نوعياً
يافا مقدسي يافا مقدسي

مراجعة لموجة العمليات الفدائية الجديدة بوصفها تحوّلاً نوعياً

تتصاعد منذ أواخر العام الماضي موجة جديدة من عمليات المقاومة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي حين امتلك الاحتلال مع الزمن خبرة في التعامل مع التنظيمات الفلسطينية، لكن تأتي العمليات المنفردة (ولو أن بعضها تبنتها فصائل فلسطينية أو ربما لحقت بالعفوية الشعبية المبدعة التي بادرت إليها) لتشكل تحدياً خاصاً للاحتلال بما فيها من عنصر المفاجئة وصعوبة التنبؤ بها والإرباك المتنقل واستنفار وإشغال القوات والمجتمع الاحتلالي في عدة بؤر وجبهات على مساحة فلسطين، مما شكل إخفاقاً مدوياً لما يسمى عملية «كاسر الأمواج» الأمنية التي كان الاحتلال يأمل منها وقف العمليات في الأراضي المحتلة عام 1948 بشكل خاص.

وتواجه حكومة الاحتلال الحالية خطر الانهيار في أية لحظة، كتعبير عن المأزق التاريخي للكيان ككل بوصفه أبرز مشاريع الحركة الصهيونية العالمية المرتبطة عضوياً بالمنظومة الإمبريالية العالمية - وعلى رأسها أمريكا - المتراجعة تراجعاً شاملاً اقتصادياً وسياسياً وإيديولوجياً وحضارياً وحتى عسكرياً كما تظهر تطورات المعركة الأوكرانية. كما تشكل موجة العمليات ردوداً عملية على التطبيع والمطبعين في العلن والخفاء.

إحصاء عن عمليات 2021

يشير إحصاء فلسطيني إلى أن العام الماضي 2021 شهد 174 عملية إطلاق نار و38 طعناً أو محاولة طعن و19 عملية ومحاولة دهس و53 زرع أو إلقاء عبوات ناسفة. وتشير الأرقام إلى 109 عمليات حرق منشآت وآليات ومناطق عسكرية و17 عملية تحطيم وتهشيم مركبات عسكرية تابعة للاحتلال و3 عمليات أسقطت خلالها طائرات درون. ووفقًا للإحصائية فقد وقعت 3535 عملية إلقاء حجارة و509 إلقاء زجاجات حارقة و3644 مواجهة بأشكال متعددة و1109 مواجهة اعتداءات مستوطنين و1299 مظاهرة ومسيرة و51 إطلاق مفرقعات نارية و131 فعالية إرباك ليلي.

أما عمليات المقاومة بإطلاق النار تحديداً فقد تصاعدت بشكل مميز اعتباراً من تشرين الأول 2021 حيث شهد ذلك الشهر لوحده 18 عملية، 7 منها في محافظة جنين. وسوف نركز فيما يلي على بانوراما لهذا النوع من العمليات النارية بالتحديد خلال هذه الموجة.

عملية أبو شخيدم 21-11-2021

(أول عملية إطلاق نار في القدس منذ خمس سنوات)

في خرقٍ لمنظومة الاحتلال الأمنية في قلب القدس (وغير مسبوق منذ 5 سنوات عندما كانت آخر عملية مقاومة بإطلاق نار في قلب المدينة قد نفذها مقاوم يدعى أبو صبيح آنذاك) شهدت الموجة الجديدة إقدام المقاوم الشيخ أبو شخيدم على تنفيذ عملية فدائية بإطلاق النار أيضاً في القدس، في 21 تشرين الثاني 2021، وذلك قرب باب السلسلة، حيث أردى فيها قبل استشهاده أحدَ عناصر لواء المظليين بجيش الاحتلال في سرية «حيتس» ويدعى «إلياهو دافيد كاي»، كما أصاب 4 مستوطنين آخرين.

عملية «حومش» في نابلس 16-12-2021

تعتبرها مصادر الاحتلال منعطفاً نوعياً جديداً في التحديات الأمنية التي تعصف به من جانب مقاومة الشعب الفلسطيني، عندما قام مقاومون بإطلاق النار على مركبة مستوطنين قرب مستوطنة حومش في نابلس، حيث أمطرت المركبة بـ 16 رصاصة على الأقل، وأدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين. وأعلن وزير الأمن الداخلي «الإسرائيلي»، عومر بارليف بأنه «هجوم صعب» وأن المقاومة «ترفع رأسها مجدداً بالضفة». وبعد أيام وصفها الناطق باسم جيش الاحتلال ران كوخاف بأن «هذه العملية لا تشبه العمليات التي وقعت بالأشهر الأخيرة، إنها الأخطر من حيث التنظيم والتنفيذ». وتحدث إعلام الاحتلال عن فقدان المستوطنين «الشعور بالأمان» في الضفة بعد عملية حومش.

86695ecc-dcf8-4fdf-b8c6-facc9cbdc98d

سلسلة عمليات إطلاق النار على تخوم 2021-2022

  • شهدت ليلة 22 – 12 – 2021، سلسلة عمليات إطلاق نار تجاه مواقع وقوات الاحتلال في الضفة المحتلة. فتعرضت قوة من جيش الاحتلال قرب مستوطنة «بساجوت» المقامة على أراضي مدينة البيرة لإطلاق نار. كما استهدف مقاومون بعملية إطلاق نار قوة لجيش الاحتلال في بلدة عصيرة القبلية قضاء نابلس. وأطلقت مجموعة ثالثة من المقاومين النار تجاه البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح قرب بلدة بيتا جنوب نابلس مرتين. وكان مساء اليوم الذي سبقه قد شهد عملية دهس قرب جنين، استشهد على إثرها المنفذ باحتراق سيارته مخلفاً إصابة اثنين من جنود الاحتلال.

 

  • في 25 – 12 – 2021 وقعت ثلاث عمليات إطلاق نار ضد الاحتلال والمستوطنين: عملية إطلاق نار ضد جيش الاحتلال في برقة شمال غرب نابلس. وثانية على حاجز الجلمة شمال شرق جنين، وثالثة بمركبة من مركبة مسرعة على حاجز حوارة جنوب نابلس.

 

  • في 27 – 12 – 2021 كرر مقــاومــون إطلاق النار تجاه البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس.

 

  • في 29 – 12 – 2021 أطلق مقاومون النار تجاه قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز حوارة جنوب نابلس بعد منتصف الليل وانسحبوا من المكان بسلام.

 

  • في 30 – 12 – 2021 أطلق مقاوم النار على حدود شمال قطاع غزة، من بندقية كلاشينكوف فأصاب برصاصة عيار 7.62 ملم مركبة هندسية، وأصابت شظية منها موظفاً لدى الجيش «الإسرائيلي» في ساقه، كان يصلح السياج الشائك.

 

  • في 23 – 1 – 2022 أطلق مقاومون النار تجاه المستوطنة في جبل صبيح مجدداً في مجهود نضالي متصاعد منذ أيار 2021 لدفع الاحتلال لإزالة المستوطنة.

 

  • في 27 – 1 – 2021 عملية إطلاق نار تجاه مستوطنة جلبون شرقي مدينة جنين.

 

  • في 3 – 2 – 2022 أطلق مقاومون النار تجاه قوة من جيش الاحتلال اقتحمت طوباس جنوب شرقي جنين، وأحرقوا آلية لجيش الاحتلال في المدينة عقب استهدافها بالزجاجات الحارقة.

 

  • في 8 – 2 – 2022 عملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال عند حاجز دوتان قرب بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

 

  • في 9 – 2 – 2022 عملية إطلاق نار قرب حاجز الجلمة القريب من جنين، هي الرابعة قرب جنين خلال 24 ساعة، بعد اغتيال ثلاثة مقاومين في نابلس ظهر اليوم الذي سبقه.

 

  • في 11 – 2 – 2022 مجموعة من «كتيبة جنين» أطلقت النار تجاه قوة لجيش الاحتلال قرب بلدة بير الباشا (جنوب جنين) وحققت فيها إصابات مباشرة، وانسحبت من المنطقة بسلام (وفق بيان مشترك لكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس).

 

  • في 23 – 2 – 2022 عملية إطلاق نار قرب قرية النبي صالح في رام الله ليرتفع عددعمليات إطلاق النار في الضفة الغربية إلى 7 خلال 3 أسابيع.

 

  • في 16 – 3 – 2022 مقاومان خاضا اشتباكاً مسلحاً مع قوات الاحتلال خلال مطاردتهما عقب تنفيذهما إطلاق نار قرب بلدة عقربا القريبة من نابلس، إحدى الطلقات النارية أصابت آلية عسكرية لجيش الاحتلال.

عملية النقب 22 – 3 – 2022

استشهد الشاب «محمد غالب أبو القيعان» من حورة بعد تنفيذه عملية طعن في بئر السبع أدت لمقتل أربعة مستوطنين وإصابة آخرين، وحسب إعلام الاحتلال بدأ المنفذ عمليته بدهس مستوطن، قبل أن يترجل من سيارته ويطعن البقية. أهمية العملية تكمن أيضاً فيما اعترفت به التحليلات «الإسرائيلية» حول «الربط بين الجبهات» على مساحة فلسطين التاريخية.

-1-730x438

عملية الخضيرة 27 – 3 – 2022

منفذاها إبراهيم وأيمن اغبارية الشابان القادمان من مدينة أم الفحم المحتلة ومن داخل ما يعرف بالخط الأخضر، نجحا بالوصول إلى شارع هربرت صموئيل في مدينة الخضيرة، وانطلقا إلى محطة الحافلات وانتظرا بعض الوقت إلى أنْ تجمّع أكبر عدد ممكن من قوات الاحتلال، ثم فتحوا النار عليهم مما أدّى إلى مقتل 2 من شرطة الاحتلال وإصابة 12 آخرين بجروح بعضهم في حالة حرجة. قبل أن تتمكن مجموعة من الشرط السرية أو ما يعرف باسم «المستعربين» من الاشتباك مع الشابّين الفلسطينيّين اللَّذين استشهدا في أثناء تبادل إطلاق النار. للعملية أهمية سياسية أيضاً برسائلها للمطبعين مع الاحتلال وزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين حيث تزامنت مع اجتماعهم إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الصهيوني على مائدة العشاء، في النقب المحتل معلنين عن بدء أعمال تلك القمة التطبيعية يومها.

b2rcj

عملية «بني براك» – «تل أبيب» – 29-3-2022

في هذه العملية قام الأسير المحرّر ضياء حمارشة، من بلدة يعبد في جنين المحتلة، بإطلاق النار مردياً 5 «إسرائيليين»، ومصيباً آخرين، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال. هنا تجدر الملاحظة بأن نسبة مهمة من منفذي العمليات الفدائية الفردية الأخيرة هم من الأسرى السابقين أو المحررين، مما يثبت مفعولاً عكسياً تماماً لما يقصده الاحتلال من أسر المقاومين بهدف كسر إرادتهم و«تحييدهم» وإذا بهم ليس فقط يخترقون حصونه ويتحرّرون حتى «بملاعقهم»، بل ويعودون للانتقام منه وردّ الصاع صاعين، حتى لو لم تكن فترة الأسر طويلة جداً أحياناً، كما في العملية المذكورة، شاب عمره 27 عاماً، أسير محرَّر من بلدة يعبد في جنين المحتلة، قضى نحو 30 شهراً (سنتان ونصف) في سجون الاحتلال. ولا تمر عمليات كهذه دون ترك أثر الرعب الأوسع في أوساط الاحتلال، حيث قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بخصوص العملية المذكورة إنه «قبل 20 عاماً كنا نخاف الصعود للحافلات، اليوم نخاف السير في الشوارع، عملية دموية ثالثة خلال أسبوع».

وفي شهر آذار وحده من العام الجاري، تم إحصاء تنفيذ مقاومين فلسطينيين لعشر عمليات إطلاق نار ودهس وطعن، قتل فيها 11 مستوطناً وأصيب 18 آخرين.

 

  • في 4 – 4 – 2022 استقل مقاومون مسلحون مركبةً وأمطروا منازل المحتلين في مستوطنة آفي حيفتس المقامة على أراضي طولكرم بما يراوح بين 25 إلى 30 رصاصة وانسحبوا بسلام.

عملية رعد في تل أبيب 7 – 4 – 2022

نفّذ الشاب الفلسطيني رعد فتحي حازم (29 عاماً) من مخيّم جنين عملية إطلاق نار بطولية نوعية في شارع «ديزنغوف» في تل أبيب ليلة ذلك الخميس، موقعاً في صفوف الاحتلال قتيلين و9 جرحى وانسحب من مكان العملية ولم يستطع الاحتلال الوصول إليه حتى ساعات الفجر ولم يتمكن من اعتقاله بل ارتقى شهيداً في اشتباك مع نخبة من قوات الاحتلال من «وحدة اليمام» وقوة من «الشاباك» في يافا. وصف نفتالي بينيت العملية بأنها «صعبة جداً»، وقد أسفرت عن فشلٍ جديد ومدوٍّ لمنظومته الأمنية، حتى اضطر إلى استدعاء أكثر من 1000 عنصر من عدة تشكيلات مختلفة من «نخبة النخبة».

c4754b37c0c70e3818b030c4bcedc224_xl

 

  • في 28 – 4 – 2022 أطلق مقاومون النار تجاه مستوطنة قرب طولكرم ليلاً، وانسحبوا بسلام قبل وصول قوات الاحتلال

عملية مستوطنة آرئيل 28 - 4 - 2022

نفذ فلسطينيان عملية فدائية على حاجز للاحتلال قرب مستوطنة آرئيل المقامة على أراضي سلفيت وسط الضفة الغربية، حيث ترجلا من سيارتهما ليلاً وأرديا بالرصاص عنصر الاحتلال الذي كان يحرس المستوطنة، ثم انسحبا بسلام.

عملية إلعاد 5-5-2022

نفذها فلسطينيان، بواسطة سلاح ناري وبلطة (فأس)، مساء الخامس من أيار، قرب «تل أبيب» في «إلعاد» بالداخل المحتل، وهي بؤرة استيطانية، تقع شمال اللد وجنوب شرق يافا، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 6 آخرين، وانسحبا بسلام بسيارة مما أثار خشية الاحتلال من تنفيذهما عملية أخرى بمكان جديد. وطلب رئيس بلدية إلعاد من المستوطنين التزام المنازل وإغلاق الأبواب خوفاً على حياتهم. وتزامنت العملية مع «احتفالات» الاحتلال بذكرى إقامة كيانه على أرض فلسطين المحتلة.

14708489431651844494

آخر تعديل على الجمعة, 03 حزيران/يونيو 2022 16:12