«ليس في أمريكا اقتصاد لينهار»
بدلاً من تحليل وشرح الحالة الحقيقية للأوضاع المتردية في الولايات المتحدة والغرب – أي انهيار الاقتصاد الحقيقي – يقوم الإعلام الشركاتي بالادعاء بأنّ الأمور بخير.
بقلم: ستيف ليندمان
ترجمة: قاسيون
أحد الأمثلة على ذلك ما نشرته نيويورك تايمز منذ وقت قريب: «حقنة جديدة من المساعدة الحكومية للاقتصاد، واللقاحات في أذرع البشر، ستَكفل تعزيز تعافٍ أقوى بكثير في 2021».
لكنّ الواقع في الولايات المتحدة وغيرها حول العالم الغربي بعيد كلّ البعد عن هذا السيناريو. وكما قال بول كريغ: لم يعد هناك وجود للاقتصاد في الولايات المتحدة بعد الآن، لأسباب تشمل نقل الصناعة الأمريكية إلى الخارج – فملايين الاستثمارات والأعمال ذات الأجور المرتفعة والمنافع الجيدة ذهبت إلى البلدان ذات الأجور المنخفضة.
ما تبقى لمعظم العمّال الأمريكيين: بطالة مرتفعة ووظائف خدمية ذات أجور منخفضة مع قليل من المنافع أو دونها مطلقاً.
في 1962، عندما كانت الصناعة الأمريكية مزدهرة، كنتُ أعملُ في شركة J&L للصلب في بيتسبرغ. لم يعد للشركة وجود اليوم، فقد بيعت إلى شركة خارجية وتمّ تفكيك منشآتها وأبنيتها. باتت كامل المدينة اليوم جزءاً من الحزام الصدئ للبلاد. لم يعد لعدد هائل من الوظائف الصناعية في المنطقة وفي أماكن أخرى وجود.
جاءت زيادة ثروات المترفين على حساب الأمريكيين العاديين، وذلك أثناء المعاناة الحادة للاقتصاد الحقيقي للبلاد التي لا نهاية لها في الأفق. الاهتراء في الاقتصاد الحقيقي الأمريكي وصل حدود النهاية، والشيء الوحيد المستمر في النمو هو الفقر.
أكثر من ربع الأمريكيين الذين في سنّ العمل عاطلون عن العمل، بينما قيم الأسهم في أعلى مستوياتها تقريباً.
وفقاً لتقرير فيدرالي حديث، قد يغلق حوالي تسعة ملايين عمل صغير في الولايات المتحدة بشكل نهائي هذا العام إذا لم يحصلوا على مساعدة حكومية.
على طول حيّ التسوّق الرئيسي «الميل المذهل» في شيكاغو، بالكاد هناك تجارة في المتاجر، وبعضها أغلق بشكل نهائي بسبب نقص الإيرادات الكافية لمواصلة العمل. المجمع التجاري «ووتر تاور» الذي يعتبر معلماً سياحياً في شيكاغو، يواجه أكبر تحدٍ له منذ افتتاحه قبل نصف قرن. سلسلة متاجر «أنكور» الكبرى تغلق وجميع بضاعتها معروضة بحسومات كبيرة. عمّا قريب سيكون هناك 324 ألف قدم من الأسواق التجارية فارغة، مع احتمال ضئيل بجذب مستأجرين جدد. المباني التجارية على طول نهر شيكاغو فارغة منذ عدّة أعوام، والحالة ذاتها لدى جميع بائعي التجزئة في الولايات المتحدة.
العمال الأمريكيون، بسبب البطالة والكساد، غير قادرين على دفع إيجار منازلهم لملّاك الأراضي، وعند نهاية فترة الإعفاء من الإيجارات ستجد ملايين الأسر نفسها مرميّة في اللا مكان. وفقاً لتقرير «Pew Research» فربع الأمريكيين يكافحون لتأمين الغذاء والإيجار ونفقات الاستطباب وبقيّة الأساسيات.
لم يعد هناك اقتصاد في الولايات المتحدة. وإذا لم يتحدى الأمريكيون قوى الظلام التي أوصلتهم لذلك، فما يحدث اليوم لن يكون سوى مقدمة لأوقات أكثر صعوبة في المستقبل.
عن: Main Street Economies in Collapse