التوصل لاتفاق تاريخي يجعل جبل طارق أقلّ «بريطانيةً» وأكثر «إسبانيةً»

التوصل لاتفاق تاريخي يجعل جبل طارق أقلّ «بريطانيةً» وأكثر «إسبانيةً»

في غضون ستة أشهر سوف تزول نهائياً الحدود التي لطالما فصلت إسبانيا عن جبل طارق (التي غيّرت بريطانيا تسميته منذ العام 1981 من «مستعمَرة» إلى «منطقة حكم ذاتي» تابعة للتاج البريطاني)، وذلك بناءً على اتفاقٍ بين إسبانيا وبريطانيا تم الإعلان عن إبرامه أمس الخميس (في آخر يوم من العام 2020 الفائت)، بعد مفاوضات لوقت متأخر من ليل الأربعاء، قبيل الخروج النهائي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ترجمة: قاسيون

ووصفت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا هذا الاتفاق بـ«التاريخي»، بعد أن ترأست وفد بلادها التفاوضي مقابل الوفد البريطاني بقيادة نظيرها البريطاني دومينيك راب. وأعلنت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحفي بأن جبل طارق سينضم إلى منطقة شنغن (وهي منطقة سفر أوروبية حرة تتكون من 26 دولة: 22 من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج، وسويسرا، وأيسلندا وليشتنشتاين)، مما يعني أن جبل طارق لن تعود تفصله بعد الآن حدود بريطانية عن أراضي منطقة «لا لينا دي لا كونسيبسيون» الإسبانية المعروفة أيضاً بـ«لا فيرجيا» الواقعة شماله، بل ستُعتَبَر حدود الدخول إلى جبل طارق الذي لطالما صُنِّفَ من «أقاليم ما وراء البحار البريطانية»، هي عند الميناء البحري والمطار الجوي لجبل طارق.

 

وخلال ما يسمى بـ«فترة تنفيذ» الاتفاق، والتي ستستمر لمدة أربع سنوات، ستترأس وكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس»، هذه الضوابط الحدودية، لكن إسبانيا ستكون مسؤولة عن قواعد شنغن التي يتم الالتزام بها في جبل طارق. هذا يعني أنه سيتعين على الوكلاء الأوروبيين تقديم تقارير إلى السلطات الإسبانية بشأن مَن يُسمح له بدخول المنطقة وسياسة منح التأشيرات. كما لن يحتاج أي شخص يسافر إلى جبل طارق من الأراضي الإسبانية إلى جواز سفر، أما الوافدين البريطانيين فسوف يضطرون إلى الحصول على جواز سفر، نظراً لأن المملكة المتحدة ليست جزءاً من منطقة شنغن.

 

بالإضافة إلى ذلك سيكون جبل طارق قادراً على الاستفادة من سياسات الاتحاد الأوروبي الأخرى، مثل النظام الجمركي لتجارة السلع، ودائماً بوساطة ودعم إسبانيا، وأمور أخرى تتعلق بالضرائب والقضايا البيئية وعلاقات العمل. ويجدر بالذكر أنّ 96% من سكان جبل طارق كانوا قد صوتوا ضدّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016. وهكذا فإنه وفق الاتفاق الجديد سيكون جبل طارق (الذي يقطنه أقل من 34 ألف نسمة، ويعمل فيه نحو 10 آلاف عامل إسباني) أكثر اندماجاً في الاتحاد الأوروبي مما كان عليه عندما كانت المملكة المتحدة جزءاً من الاتحاد.

 

المصدر: صحيفة «البلاد» EL PAÍS الإسبانية