باسم «حقوق الملكية الفكرية»... الدول الثرية تمنع اللقاح عن الدول الفقيرة

 حذّر الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً بأنّ «شوفينية اللقاحات» تتعزز بسرعة وتهدد صحة مليارات البشر في الجنوب العالمي.

بدأت منظمة التجارة العالمية بنقاش مقترح قدمته الهند وجنوب إفريقيا تدعوان فيه إلى تخفيف بعض قواعد حقوق الملكية الفكرية، للسماح للدول الفقيرة بإنتاج لقاحات كوفيد-19. مدعومة من حوالي 100 دولة، طلبت المبادرة التنازل عن بعض عناصر اتفاقية TRIPS – وهي الاتفاقية الدولية التي تحمي براءات الاختراع في الأدوية الرئيسية، ولكن تمّت معارضة هذا المقترح من قبل الدول الثرية، ومن بينها كندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وسويسرا.

معارضة الليبراليين للتنازل عن بعض شروط اتفاقية TRIPS من أجل منع واحتواء وعلاج كوفيد-19 مثيرة للحنق، خاصة وأنّ هذه الدول الثرية تضع سياجاً مرتفعاً حول اللقاح وتمنعه عمّن يحتاجه. أظهر تقرير حديث بأنّ كندا هي الأسوأ في العالم ضمن هذا السياق، حيث أنّها قد جمعت حتى الآن لقاحات تكفي لتغطي خمسة أضعاف كامل سكان كندا. الكثير من الدول الفقيرة بالكاد لديها ما يغطي 10% من لقاحات سكانها.

في واقع الحال، لم تمض أيام قليلة على نشر شركة فايزر لنتائجها الأولية الناجحة عن لقاح فيروس كورونا، حتى اشترت دول العالم الأكثر ثراء كميات هائلة، لتترك 85% من سكان العالم الموجودين في الدول الأفقر دون قدرة على الوصول للقاح.

الولايات المتحدة وكندا وسويسرا والاتحاد الأوربي تحالفوا مع شركات الأدوية الكبرى في مسألة الفارق فيها أنّها قد تنقذ حياة الملايين. رغم وجود بعض الآمال بأنّ الانتقادات المتزايدة قد تدفع ببعض هذه الدول لتغيير موقفها، لكنّ حكومات هذه الدول قد وضعت نفسها منذ زمن في خدمة مصالح الشركات والدول الأكثر ثراء في منظمة التجارة العالمية.

يجب أن يكون لإنهاء وباء كوفيد-19 الأولوية اليوم، فكلما تلقح سكان العالم بشكل أسرع، كنا أفضل حالاً. البشر المنطقيون سيطالبون بأن يكون لقاح كوفيد-19 متاحاً للجميع، ففي نهاية المطاف ينتمي العلاج للبشرية ولا يجب أن تحتكره بعض الدول الثرية.

 بتصرّف: Canada is choosing corporate property rights over the health of billions