«إليوت ابرامز» إلى إيران بعد فشله في فنزويلا

«إليوت ابرامز» إلى إيران بعد فشله في فنزويلا

عيّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبعوثاً جديداً لإيران خلفاً لبرايان هوك، ومَن أفضل -في حالة اليأس هذه- من «إليوت ابرامز» ذي التاريخ الحافل والسمعة السيئة، للعب دورٍ أكثر فظاظة واستفزازاً في المرحلة القادمة اتجاه طهران؟

اتُّهم إليوت ابرامز عام 1991 بجريمتي «حجب معلومات» عن الكونغرس الأمريكي إثر فضيحة «إيران-كونترا» في عهد الولاية الثانية للرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث امتنع عن الإدلاء بمعلوماته وشهاداته فيما يخصّ الفضيحة التي جالت حول بيع الولايات المتحدة الأسلحة للثورة الإيرانية بقيادة الخُميني، ثم دعم فصيل المتمردين اليمينيين المتطرفين الـ«كونترا» في نيكاراغوا بهذه الأموال نفسها بغية تقويض وإزالة المجلس الاشتراكي «الساندينيستا» والحكومة، واستبدالها بحكومة «ديمقراطية-أمريكية»، لكن في عام 1992 أصدر الرئيس جورج بوش الأب عفواً عنه، فمن قد يضحي بمثل هكذا «ولاء»؟

ومنذ عهد إدارة ريغان، كان ابرامز مسؤولاً عن الشؤون الأمريكية ومبعوثاً لها في أمريكا اللاتينية عموماً، متنقلاً من دولةٍ إلى أُخرى ليُدير خطط وعمليات «صناعة الديمقراطية الأمريكية» بمواجهة المدّ الاشتراكي واليساري عموماً -السالفادور وغواتيمالا مثالاً- ، ليشغل في الفترة الأخيرة مبعوثاً أمريكياً لفنزويلا، ويشهد خلال مهمته هذه عدّة محاولات انقلاب فاشلة على الحكومة الفنزويلية، منها محاولة الانقلاب على الرئيس هوغو تشافيز في عام 2002، ومؤخراً -خلال السنتين الأخيرتين- عدداً من محاولات الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وحكومته، لتفشل جميعها دون أن يتمكن من تعبيد الطريق لدميته «جوان غوايدو»، إلا أنه لم ييأس من ذلك بعد، ففي كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء قال وضوحاً: «نأمل ألا يعيش مادورو هذا العام، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك».

الآن، وبعد 7 أشهر من التصعيد الأمريكي الكبير على إيران باغتيالهم للجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني، وقبل جلسة مجلس الأمن الدولي المنتظرة بشأن تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، قام ترامب بتعيين ابرامز مبعوثاً له في إيران مع المحافظة على منصبه السابق في فنزويلا بنفس الوقت، في إشارة إلى هدفين من الممكن رصدهم الآن:

أولاً، في حال لم يتمر تمرير «تمديد الحظر» في جلسة مجلس الأمن، فستقوم الولايات المتحدة بتنفيذ تهديدها بفرض عقوبات سُميت «Snapback» كجزء من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، بفارق أن واشنطن نفسها لم تعد جزءاً من هذا الاتفاق بعد انسحابها الأحادي منه، ليكون تنفيذ هذه العقوبات أيضاً أحادياً وخاضعاً للمزاج الأمريكي وحده، وابرامز هنا لتمهيد الطريق عبر صنع الذرائع، ومحاولة تأمين أكبر ضغطِ وضرر لها بتوقيتها وكيفيتها.

ثانياً، تعيين ابرامز برمزية تاريخه في أمريكا اللاتينية، يشير إلى رفع عزم واشنطن على محاولة تغيير النظام وفرض «ديمقراطيتها» في إيران، بمعنى أن السيد ابرامز الخبير سيضع ما في جعبته من وسائل وأدوات لفرض هذا التغيير أو محاولة لصنع «الفوضى المستدامة» في الداخل الإيراني.

مسألة اليأس الأمريكي هنا تتعلق بموضوعة لجوء واشنطن إلى ابرامز، كتصعيد وضغطِ إضافي على إيران، بعد كل الفشل السابق، أما في الحديث عن مدى «إمكانية وقُدرة» ابرامز لتأمين هذه الظروف والأهداف الأمريكية، فالمحاولات الفاشلة الأخيرة له في فنزويلا، التي تقع على تخوم الولايات المتحدة نفسها، توضح ذلك، بالمقارنة مع إيران بوزنها وموقعها.

 المصادر:

Official Convicted in Iran-Contra Affair Is Appointed Trump’s Envoy to Iran

Failing upward? After botched Venezuelan regime-change, Elliott Abrams picked as Iran rep

آخر تعديل على الإثنين, 10 آب/أغسطس 2020 18:57