ما المنتظر من محادثات تغير المناخ في بون؟
تحظي الدورة الـ23 المنعقدة حالياً من مؤتمر الأطراف (كوب 23) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باهتمام عالمي، إذ إنها بالغة الأهمية لتنفيذ اتفاق باريس الذي سيوجه الجهود العالمية في مجال حماية المناخ ما بعد عام 2020.
وخلال المؤتمر الذي بدأت فعالياته يوم الاثنين وسيستمر حتى الـ17من نوفمبر، يستحق موقف الصين ورئاسة فيجي له، وذلك من بين نقاط بارزة أخرى، مزيداً من الاهتمام .
وقت حاسم
في مؤتمر صحفي للوفد الصيني عقد في بون يوم الاثنين ، ذكر لو شين مينغ المفاوض من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن اجتماع بون يأتي في وقت حاسم بالنسبة لتحديد المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاقية باريس وأيضا لمكافحة تغير المناخ في أنحاء العالم.
وبما أن المفاوضات بشأن خطط التنفيذ التفصيلية لاتفاقية باريس من المتوقع أن تختتم في مؤتمر الأطراف (كوب24) في عام 2018، ستضع المحادثات الجارية في اجتماع بون لبنات حاسمة من أجل الوصول في النهاية إلى توافق في الآراء.
وذكر لو أن اجتماع بون يعد أيضا مناسبة لمراجعة حقائق ووقائع أوجه التقدم التي أحرزت في الوعود والإجراءات المناخية. ويمكن تقسيم المكافحة العالمية لتغير المناخ، بدءاً من عام 1992 مع بداية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إلى مرحلة ما قبل عام 2020 والسنوات التي تلي ذلك، ومن ثم يحتاج المجتمع الدولي إلى العمل في بون على تقييم أوجه التقدم التي أحرزت بشأن المناخ.
وقال قوه هاي بو، وهو مفاوض صيني آخر من وزارة الشؤون الخارجية الصينية، إن الخبر السار يكمن في أن فهماً مشتركاً قد تحقق ويتمثل في أن هناك تغيراً حاصلاً في المناخ ويشكل تهديداً لا تستطيع دولة حله بمفردها.
موقف الصين
وقد تقدمت الصين بخمسة مقترحات في الاجتماع حول تنفيذ اتفاقية باريس، وهو ما أظهر "موقف البلاد الاستباقي المتمثل في المشاركة في مفاوضات المناخ العالمي وتوجيهها"، حسبما ذكر لو.
وأضاف قائلا إنه علاوة على ذلك، فإن التركيز على المرونة بالنسبة للدول النامية، كما أشير في اتفاقية باريس، قد ظهر أيضا في مقترحات الصين.
ومن جانبه، أكد قوه أن مقترحات الصين استندت إلى مبدأ "مسؤوليات مشتركة ولكن متفاوتة" وأبرزت نهجاً شاملاً للتخفيف والتكيف والتمويل وبناء القدرة.
وأشار قوه أيضا إلى أن الصين، التي تشارك في التعاون الدولي في مجال تغير المناخ كدولة نامية، ستواصل تقديم إسهاماتها للمبادرة العالمية من خلال الاعتراف بالاتجاه العام لتنمية خضراء ومنخفضة الكربون واعتماد اتفاقية باريس التي تجسد اتجاهاً كهذا، "مع الاعتناء جيداً بتنميتها المحلية في مجال المناخ ، وأيضا من خلال تعزيز تعاون بين بلدان الجنوب.
وذكر قوه أن جوهر المشكلة بالنسبة لجميع الدول يكمن في إمكانية الجمع بين الإجراءات المناخية والتنمية المحلية، مضيفاً أن حماية المناخ بالنسبة للصين تعد "شرطاً جوهرياً" للتنمية المستدامة فضلا عن سعيها إلى بناء صين جميلة.
رئاسة فيجي للمؤتمر
وفي اجتماع بون، تتولى فيجي رئاسة مؤتمر الأطراف (كوب23) فيما توفر الحكومة الألمانية الموارد اللوجستية.
وتعد فيجي أول دولة نامية جزرية صغيرة تتولى رئاسة اجتماع مؤتمر الأطراف. ويتميز مؤتمر تغير المناخ، رغم اعقاده في بون، بالعديد من العناصر الفيجية، أبرزها تسمية إحدى منطقتي المؤتمر بـ"بولا"، وتعني مرحباً بلغة فيجي وكذا تحمل تمنيات بالصحة والسعادة.
ومن ناحية أخرى، تهدف فيجي أيضا إلى ترسيخ المفهوم الفيجي"تالانوا" -- ويعني سرد القصص والحوار -- في المفاوضات والمشاورات المتعلقة بالمناخ، على أمل أن تكون هناك عملية حوار شامل وتشاركي وشفاف.
وقال رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما، الذي ترأس افتتاح المؤتمر يوم الاثنين، إن "المعاناة الإنسانية الناجمة عن تزايد حدوث الأعاصير وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ تعنى أنه ليس هناك وقتاً يمكن نضيعه".
وأضاف "لابد أن نحافظ على التوافق العالمي من أجل اتخاذ الإجراءات الحاسمة المنصوص عليها في اتفاقية باريس ونستهدف الجزء الأكثر طموحاً من هذا الهدف -- وهو الحد من متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة فوق ما كان عليه في فترة ما قبل العصر الصناعي".
وتهدف اتفاقية باريس، التي تحققت في عام 2015، إلى معالجة تغير المناخ العالمي عن طريق خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحديد هدف عالمي متمثل في إبقاء متوسط الارتفاع في درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي .
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني