أرامكو.. وما يحدث في السعودية
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. ملك وهو في الثانية والثلاثين من عمره كافة الصلاحيات التي تخولها إدارة البلاد دون أن يكون ملكًا، وهو مستمر في إعادة هيكلة المملكة.
سلسلة من الأحداث تتالت في المملكة العربية السعودية بدأت بتقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من منصبه وهو في الرياض، وعدم عودته إلى بلاده حتى الآن، وفي أعقاب ذلك أقدمت جماعة الحوثي الموالية لإيران في اليمن على إطلاق صاروخ باليستي باتجاه الرياض للمرة الأولى.
تلا ذلك حملة اعتقالات بعد منتصف الليل طالت 38 شخصًا من بينهم أحد عشر أميرًا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين ورجال أعمال تقدر ثرواتهم بمليارات الدولارات، وأخيرا سقوط مروحية ومصرع أمير ومسؤولين كانوا على متنها...
في خضم كل هذه الجلبة، فاتنا الانتباه إلى الزوبعة الحقيقية، وهي شركة أرامكو.
أرامكو هي أكبر شركة نفط وغاز طبيعي في العالم، و هي شركة تعود ملكيتها للسعودية، غير أن هذا الوصف يبدو أنه سوف يتغير عما قريب.
لأنها سوف تطرح جزءًا من أسهمها في اكتتاب عام بموجب قرار صادر عن الأمير ولي العهد. وفي الليلة التي شهدت كل تلك الفوضى في المملكة العربية السعودية، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة على موقع تويتر قال فيها: "سأبدي تقديرًا كبيرًا لاختيار السعودية بورصة نيويورك من أجل طرح الاكتتاب في أرامكو. هذا الأمر مهم للولايات المتحدة".
فهل ينبغي علينا القول إن أرامكو سوف تقدم هدية للولايات المتحدة الأمريكية؟
لنلقِ نظرة الآن على ما أقدم عليه ولي العهد، إضافة إلى حملة الاعتقالات الأخيرة وأرامكو: وضع يده على الجيش السعودي كاملًا بقواته الثلاث، ولجنة العلاقات الاقتصادية المخولة إصدار كافة قرارات الخصخصة في البلاد، والكارتيل الإعلامي بأسره في المملكة العربية السعودية (ايه آر تي، إم بي سي، روتانا)، فضلًا عن شركة الاتصالات السعودية...
فكيف سيجمع ولي العهد هذه القطع المتناثرة مع بعضها البعض، أو هل سيتمكن من جمعها؟ أم أن الولايات المتحدة مطمئنة وهي تربت على ظهره من أنه لن يتمكن من جمعها، هذا ما سوف نراه...
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني